انهيار أسواق المال يثير الذعر.. هل يشهد الاقتصاد العالمي أزمة جديدة وركود؟
انهيار أسواق المال يثير الذعر.. هل يشهد الاقتصاد العالمي أزمة جديدة وركود؟
انخفضت أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية بشكل حاد أمس الاثنين، حيث سجلت مؤشران رئيسيان أسوأ يوم تداول لهما منذ ما يقرب من عامين، واستمرت الاضطرابات في حالة الذعر العالمية المفاجئة التي بدأت بين عشية وضحاها يوم الأحد؛ ما أدى إلى انخفاض قيمة الأسهم والعملات وحتى العملات المشفرة - وإثارة احتمال حدوث تباطؤ أوسع نطاقًا في الأفق، خاصة بعد ضعف تقرير الوظائف الأمريكية، والذي يبدو أنه كشف عن فشل سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة.
أسعار الفائدة
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن تقرير الوظائف الاقتصاد الأمريكي يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب وبقوة أكبر.
لكن خبراء الاقتصاد يقولون، إن انهيار الأسهم ليس علامة أكيدة على أن الركود قادم، ويقولون إن عمليات البيع الحالية هي نتيجة لاضطرار المستثمرين إلى فك تشابك الصفقات المعقدة ذات الرافعة المالية العالية والتي عززت قيم الأسهم بشكل مصطنع.
انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة يوم الاثنين، حيث انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.4%، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3%، ومؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.6%، مع قيام المستثمرين بنقل أموالهم من الأسهم إلى السندات، كما عانت الأسواق العالمية، حيث انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 12%، وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ ما يقرب من 40 عامًا، بعد رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان الأسبوع الماضي.
وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من وجود فرصة لأن تؤدي الاضطرابات إلى تباطؤ اقتصادي، يقول المحللون والاقتصاديون: إنه من السابق لأوانه الذعر، حيث ما يزال الاقتصاد، وفقًا لمعظم المقاييس، في حالة قوية.
ويواصل الأميركيون الإنفاق، وينمو قطاع الخدمات، وتظل سوق الأسهم مرتفعة طوال العام، وهي ليست بعيدة جدًا عن أعلى مستوياتها على الإطلاق التي سجلتها مؤخرًا.
الركود بعيد
قال جو بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في شركة RSM US هذا ليس قطار الركود؛ إنها مجرد حالة من الذعر في السوق على الطراز القديم، كما أن هذا ليس حدثًا مستوحى من واشنطن العاصمة، أو يتعلق بتباطؤ سوق العمل أو تأخر بنك الاحتياطي الفيدرالي، إنه يتعلق بتغيير أكبر للنظام، حيث يتكيف المستثمرون مع نهاية الأموال السهلة على مستوى العالم.
وأضافت الصحيفة، أن اليابان لسنوات أسعار الفائدة سلبية لسنوات طويلة، ما جعلها جذابة لاقتراض الأموال مقابل الين للاستثمار في الأصول ذات العائد الأعلى مثل أسهم التكنولوجيا، لكن بنك اليابان رفع أسعار الفائدة الأسبوع الماضي إلى 0.25 في المائة وأشار إلى أن الزيادات ستستمر، ما تسبب في ارتفاع قيمة الين مقابل الدولار وإرسال موجات عبر الاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى أنه على الفور، أدى ذلك إلى بيع أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الأسهم المفضلة مثل Apple و Nvidia، والتي كان بعض المستثمرين يشترونها باستخدام عائدات التداول بالين الرخيص، وحذر المحللون مرارًا وتكرارًا من التقييمات المتضخمة قبل وقت طويل من التحرك الياباني.