محلل سياسي يمني: إيران لن تتخلى عن الحوثيين رغم الحصار الخانق
محلل سياسي يمني: إيران لن تتخلى عن الحوثيين رغم الحصار الخانق

تواجه جماعة الحوثي في اليمن منذ مطلع يونيو 2025 ضغطًا متزايدًا من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، مع تصاعد حملات الضربات الأميركية والإسرائيلية على منشآت نفطية وصناعية في مناطق سيطرتهم، إلى جانب محطات كهرباء ومطار صنعاء
وتُقدّر المصادر المحلية انخفاض الدخل إلى النصف، ما أثر بشكل مباشر على قدرة الجماعة على دفع رواتب مقاتليها تمهيدًا للاستمرار في الصراع .
إن هذه الضغوط لم تؤدِّ فقط إلى أزمة مالية داخلية، بل تسبّب في اضطراب الموردين (بنوك، نشاط تجاري، إلخ)، وهروب بعض البنوك إلى عدن؛ مما فتح الباب أمام زيادة الضرائب على التجار واثار استياء شعبياً واسعة .
ورغم الانهيار المالي، ما تزال القدرات العسكرية – مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة – تعمل بكفاءة عالية وفعالية، باستهداف السفن في البحر الأحمر وإسرائيل، وهو ما يدفع مراقبين إلى وصف أداء الحوثيين بالرغم من الضغط الخطير بأنه "صامد" أو "ثابت"
وتعتمد الجماعة بشكل متزايد على الدعم الخارجي، خاصة من إيران وفيلق القدس (الحرس الثوري) الذي يوفر تمويلاً خاصًا لهذا القطاع العسكري، بعيدًا عن النظام المالي الداخلي للجماعة.
كما تُشير تقارير مجلس الأمن والأمم المتحدة، أن الحوثيين تحوّلوا إلى قوة عسكرية متميزة يدعمها محور المقاومة (إيران، حزب الله، فصائل عراقية).
المراقبون يرون أن إيران لن تتخلى عن الحوثيين، وقد تحول جزءًا من تمويل حزب الله لدعم الجبهات اليمنية، لأن صمود الحوثيين يوفر ورقة ردع في مواجهة إسرائيل وأميركا، وهو استثمار استراتيجي داخل معادلة "محور المقاومة" ولكن التحدي الأكبر أمام طهران هو موازنة بين دعم عسكري فعال وبين الأعباء الاقتصادية، لا سيما أن الضغوط الدولية قد تطالها أيضًا لاحقًا.
قال المحلل السياسي اليمني ماجد السقاف: إن جماعة الحوثي تعيش أصعب مراحلها منذ بدء الحرب، نتيجة "الضغط المالي الناتج عن تجفيف منابع الدخل والضربات المركزة على البنى التحتية"، إلا أنه أكد -في تصريح خاص-، أن "إيران لن تتخلى عن الحوثيين، بل ستضاعف دعمها لضمان بقاء ذراعها الأقوى في جنوب الجزيرة العربية".
وأضاف السقاف لـ"العرب مباشر"، أن الجماعة بدأت تعاني من ارتباك إداري وعسكري داخلي نتيجة نقص السيولة وعدم قدرتها على دفع رواتب مقاتليها؛ مما دفعها إلى فرض مزيد من الجبايات على التجار وابتكار وسائل تمويل قسرية، واصفًا هذه الخطوة بـ"مؤشر انهيار داخلي مبكر".
ورأى السقاف، أن الدعم الإيراني لن يكون مالياً تقليدياً فحسب، بل سيتجه نحو تعزيز القدرات التقنية والتسليحية، خصوصًا في الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، موضحًا أن طهران تعتبر الحوثيين خط دفاع متقدم في وجه التحالف الأميركي الإسرائيلي في المنطقة.
واختتم السقاف تصريحه، قائلًا: "إذا اشتدت الضغوط الدولية على إيران أو تفاقمت أزمتها الداخلية، فقد تقلل من حجم دعمها، لكن في المدى المنظور، كل المؤشرات تؤكد أن الحوثيين سيظلون ورقة رئيسية بيد طهران في معادلة الصراع الإقليمي".