محلل سياسي : الإخوان يستغلون فوضى الحرب لتعزيز نفوذهم وإفشال أي مسار سياسي

محلل سياسي : الإخوان يستغلون فوضى الحرب لتعزيز نفوذهم وإفشال أي مسار سياسي

محلل سياسي : الإخوان يستغلون فوضى الحرب لتعزيز نفوذهم وإفشال أي مسار سياسي
الحرب السودانية

تتصاعد الأزمات السياسية والإنسانية في السودان يوماً بعد يوم، وسط اشتداد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق، في وقت كشفت فيه مصادر سياسية وإعلامية عن استمرار جماعة الإخوان في تغذية الصراع ودعم حالة الانقسام لإبقاء البلاد في دوامة الحرب.

وأكدت تقارير ميدانية أن الاشتباكات الأخيرة في الخرطوم ودارفور أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، وتسببت في موجة نزوح جديدة زادت من تعقيد الأوضاع الإنسانية، بينما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية والكوادر.

وفي السياق نفسه، قالت مصادر مطلعة إن عناصر محسوبة على جماعة الإخوان – التي تلقت ضربات سياسية في مصر وعدة دول عربية – تنشط حاليًا في دعم طرفي النزاع بالسلاح والمعلومات، وتعمل على عرقلة أي جهود للحوار السياسي، مستغلة حالة الانفلات الأمني لتحقيق مصالحها وإعادة التموقع داخل المشهد السوداني.

ويأتي هذا فيما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ من تدهور الأوضاع، مشيرة إلى أن أكثر من 15 مليون سوداني باتوا في حاجة عاجلة للمساعدة، وأن خطر المجاعة يهدد مناطق واسعة في ظل استمرار النزاع وتدمير البنية التحتية.

ويحذر مراقبون من أن استمرار تجاهل الدور التخريبي الذي تلعبه أطراف خارجية، وفي مقدمتها الإخوان، قد يؤدي إلى تفتيت السودان بالكامل، وتحويله إلى ساحة صراع إقليمي مفتوح، مطالبين بتحرك دولي حازم لوقف التدخلات ومنع تدحرج الأوضاع نحو انهيار شامل.

قال الدكتور الطيب عمر الحاج، المحلل السياسي السوداني، إن جماعة الإخوان تسعى بشكل واضح إلى استثمار الفوضى الدائرة في السودان لإعادة إنتاج نفوذها السياسي عبر تغذية الانقسامات وإفشال أي مساعٍ لحل الأزمة، محذرًا من أن استمرار تغلغلهم في المشهد قد يُفجّر البلاد من الداخل.



وفي تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أوضح الحاج أن "الجماعة تتحرك عبر واجهات سياسية وأمنية لخلق مزيد من الفوضى، مستفيدة من حالة التشتت وضعف الدولة المركزية، وتسعى لإعادة ترتيب صفوفها بعد أن فقدت مواقعها في عدد من الدول العربية".

وأضاف أن "المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية والسياسية تؤكد وجود تنسيق بين بعض عناصر الإخوان وقادة مليشيات محلية، بهدف إبقاء حالة الاحتراب قائمة، ومنع أي تسوية سياسية قد تُؤدي إلى استقرار البلاد وإقصاء الجماعة من المشهد نهائيًا".

وأشار إلى أن "أطرافًا خارجية تدعم هذا التحرك بشكل غير مباشر، وتوفر غطاءً إعلاميًا وسياسيًا لتحركات الإخوان، تحت غطاء دعم الديمقراطية أو التوازن بين القوى"، لافتًا إلى أن ذلك يشكل تهديدًا مباشرًا لوحدة السودان وسيادته.

واختتم الحاج تصريحاته بالقول: "إذا لم يتم قطع الطريق على هذه المخططات التخريبية، فإن السودان لن يعرف طريق الاستقرار، وسيدخل في مرحلة تفكك أخطر من الحرب ذاتها".