محلل سوداني: استمرار الحرب يهدد بانهيار الدولة بالكامل ويغلق أبواب التسوية

محلل سوداني: استمرار الحرب يهدد بانهيار الدولة بالكامل ويغلق أبواب التسوية

محلل سوداني: استمرار الحرب يهدد بانهيار الدولة بالكامل ويغلق أبواب التسوية
الحرب السودانية

يواصل السودان انزلاقه نحو هاوية الانهيار الشامل، مع دخول الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها الثالث عشر، وسط تصاعد غير مسبوق في الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

فمنذ اندلاع القتال في أبريل 2023، يعيش ملايين السودانيين أوضاعًا كارثية، حيث فاق عدد النازحين داخليًا 8 ملايين شخص، بينما فرّ الآلاف إلى دول الجوار هربًا من المعارك والانفلات الأمني.

 وتفاقمت معاناة المدنيين مع انهيار القطاع الصحي، وانعدام الخدمات الأساسية، وارتفاع أسعار الغذاء والدواء إلى مستويات قياسية.

اقتصاديًا، باتت مؤسسات الدولة شبه مشلولة، وسط تدهور العملة المحلية، وغياب شبه تام للسيولة، وتوقف الإنتاج الزراعي والصناعي في عدة مناطق رئيسية. 

كما أدى استمرار الصراع إلى تعميق الانقسام الاجتماعي، وانعدام الأمل في أي تسوية سياسية قريبة.

وتحذر منظمات دولية من كارثة وشيكة تهدد أكثر من 18 مليون سوداني بانعدام الأمن الغذائي، مشيرة أن الوضع الحالي قد يكون الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث، في ظل غياب توافق دولي فعّال لوقف النزيف المتصاعد.

حذّر المحلل السياسي السوداني د. محمد الفاتح الحسن من أن السودان بات "على حافة الانهيار الكامل"، في ظل استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن الأزمات الإنسانية والاقتصادية المتفاقمة تنذر بانفجار اجتماعي شامل قد يصعب احتواؤه.

وقال الفاتح -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الحرب المستمرة منذ أكثر من عام دمّرت البنية التحتية ومزقت النسيج الاجتماعي، مضيفًا: "نحن أمام وضع غير مسبوق، حيث تحوّلت المدن إلى ساحات قتال، وتوقفت مؤسسات الدولة عن أداء وظائفها الأساسية".

وأشار أن غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف المتحاربة، وتراجع الاهتمام الدولي، يعيقان أي تقدم نحو تسوية سلمية، مضيفًا أن "الحل السياسي ما زال ممكنًا، لكنه يتطلب ضغطًا دوليًا حقيقيًا وإجماعًا إقليميًا لإنهاء الحرب".

ودعا الفاتح إلى ضرورة حماية المدنيين، وفتح ممرات آمنة للمساعدات، محذرًا من أن "الاستمرار بهذا الوضع يعني فقدان السودان كوطن ودولة".