مع تواصُل الأزمة في السودان.. تحذيرات دولية من الأضرار بالمناطق الأثرية في البلاد
تحذيرات دولية من الأضرار بالمناطق الأثرية في البلاد بالسودان
مع تزايد حدة الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في العديد من المناطق السودانية، حتى وصل الأمر إلى حدة الأماكن الأثرية في السودان، وهو ما أثار تحفظ العديد من المنظمات الدولية التي أعلنت عن قلقها جراء العبث وتدمير المناطق الأثرية نتيجة للأزمة القائمة بين الطرفين في السودان.
تدمير آثار السودان
ووصلت المعارك الدائرة منذ أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى "مدينة الأهرامات" وهي المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي، بحسب منظمة حقوقية محليّة، وسط تحذيرات من خطر تضرّر آثار مملكة كوش التي يزيد عمرها على 2300 سنة.
وكشفت العديد من التقارير أن عددا من المعالم التاريخية يقع تحت خط النيران، منها متحف التراث الشعبي في الخرطوم، والمتحف القومي، وطوابي المهدية في أم درمان، ومبنى البريد القديم في شارع الجامعة وسط العاصمة الخرطوم، ووزارة المالية، وبوابة عبد القيوم في أم درمان، وسجن أم درمان، ومتحف بيت الخليفة.
تنديد ثقافي دولي
وقالت "الشبكة الإقليمية للحقوق الثقافية" إنّها "تدين دخول قوات الدعم السريع للمرة الثانية لموقعي النقعة والمصوّرات الأثري".وأضافت، في بيان، أنّ "موقعي النقعة والمصوّرات يعتبران من أهمّ المواقع التاريخية المسجّلة ضمن قائمة التراث العالمي في السودان، إذ يضمّان تماثيل وآثاراً ومزارات منذ الحقبة المروية (350 ق.م. حتى 350 م)".
وأكّدت المنظمة الحقوقية نقلاً عن "مصادر موثوقة وصور وفيديوهات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ معركة حربية وقعت بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مما يعرّض هذه المواقع للتخريب والدمار والنهب والسرقة".
أزمات كبرى
يقول الخبير الإستراتيجي السوداني بدر الدين عبد الحكم، يُلقي الصراع المستعر بين قوات الجيش والدعم السريع في السودان بظلاله الثقيلة على أغلب الملفات التنموية في البلاد؛ إذ تؤدي العمليات العسكرية المستمرة في العاصمة الخرطوم وعدد من الأقاليم والمدن السودانية إلى الإضرار بكافة المجالات في العاصمة وكافة الأقاليم السودانية
وأضاف الخبير السوداني في تصريح لـ"العرب مباشر"، أنه يعد الملف الثقافي واحدًا من أكثر الملفات التنموية تأثرًا بتبعات التوترات العسكرية في السودان؛ فقد شهدت الحركة التعليمية توقفًا كاملًا في مناطق التوتر، وذلك لتكرار عمليات القصف الجوي والمدفعي، ولقيام الدعم السريع باحتلال المؤسسات التعليمية واتخاذها كثكنات عسكرية. وكذا، أغلقت المؤسسات الثقافية والفنية والترفيهية أبوابها؛ خوفًا من الهجمات أو عمليات النهب، فلقد تمكنت هاتان الأخيرتان من التأثير على مختلف الكيانات الإنتاجية في بؤر الاشتباكات ومحيطها الجغرافي.
وأسفرت الحرب الدائرة في السودان منذ 15 أبريل 2023 عن أكثر من 13 ألف قتيل، وفق حصيلة أوردتها منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد) لكنّ خبراء يعتبرونها أقلّ بكثير من الواقع كما تسبّب النزاع بتهجير نحو 7.5 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.