انقطاع الكهرباء في إثيوبيا.. أزمة تكشف تحديات البنية التحتية وعلاقتها بسد النهضة

انقطاع الكهرباء في إثيوبيا.. أزمة تكشف تحديات البنية التحتية وعلاقتها بسد النهضة

انقطاع الكهرباء في إثيوبيا.. أزمة تكشف تحديات البنية التحتية وعلاقتها بسد النهضة
انقطاع الكهرباء في إثيوبيا

شهدت إثيوبيا يوم السبت 7 ديسمبر 2024، واحدة من أكبر الأزمات في قطاع الطاقة، حيث تعطل كامل في شبكة الكهرباء الوطنية أدى إلى انقطاع شامل للتيار الكهربائي في أنحاء البلاد. 
هذا الانقطاع أثار حالة من الارتباك والقلق بين المواطنين الذين يعتمدون بشكل كبير على الكهرباء لتشغيل الأنشطة اليومية والصناعية.


في بيان نشره المركز الوطني للتحكم بالطاقة عبر منصة “فيسبوك”، أوضح أن الجهود مستمرة لاستعادة التيار الكهربائي، مشيرًا أن فرق الصيانة تمكنت من إعادة تشغيل أكثر من 50% من الشبكة المتضررة، مع وعود بإعادة الخدمة بالكامل قريبًا.

ضعف البنية التحتية وتأثيرها على الطاقة

أثار الانقطاع الأخير تساؤلات حول كفاءة البنية التحتية لشبكة الكهرباء في إثيوبيا، خاصةً مع اعتماد البلاد على مشاريع تنموية كبيرة مثل سد النهضة. 


يرى محللون، أن الشبكة تعاني من تهالك وقصور في تلبية الطلب المتزايد؛ مما يسبب انقطاعات متكررة.


ويبلغ إجمالي إنتاج الكهرباء في إثيوبيا حوالي 5,000 ميجاوات، يأتي 96% منها من السدود، لكن شبكة النقل والتوزيع ما زالت غير مؤهلة لتغطية احتياجات السكان الذين يتجاوز عددهم 120 مليون نسمة.

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أشار أن هذه الأزمة ليست الأولى، حيث شهدت إثيوبيا انقطاعات مماثلة في الماضي نتيجة ضعف البنية التحتية وعدم قدرة الشبكة على تحمل الضغط.

استعادة الكهرباء وأثرها على التنمية

وفقًا للمركز الوطني للتحكم بالطاقة، تم استعادة التيار الكهربائي في معظم مناطق العاصمة أديس أبابا بنسبة بلغت حوالي 85%، بالإضافة إلى مدن رئيسية أخرى. ومع ذلك، ما تزال بعض المناطق تعاني من الانقطاع؛ مما يضع تحديًا أمام الحكومة لإصلاح الشبكة وضمان استقرارها.

هذا الانقطاع يأتي في وقت حساس تسعى فيه إثيوبيا إلى تعزيز ثقة المستثمرين الدوليين ودعم اقتصادها المحلي. فاستقرار الكهرباء يُعتبر ركيزة أساسية لأي تنمية اقتصادية؛ مما يجعل تحسين البنية التحتية لشبكة الطاقة أمرًا ضروريًا.

سد النهضة: طاقة كبيرة ولكن بتحديات أكبر

سد النهضة، الذي يعتبر مشروعًا استراتيجيًا لإثيوبيا، يساهم بشكل كبير في إنتاج الطاقة، لكن ضعف شبكات النقل يحد من استفادة البلاد الكاملة منه. رغم مضاعفة الإنتاج في السنوات الأخيرة، ما تزال هناك حاجة ملحة للاستثمار في تحديث وتطوير شبكات النقل والتوزيع.

خلاصة: مستقبل الكهرباء في إثيوبيا

انقطاع الكهرباء الأخير في إثيوبيا يسلط الضوء على تحديات البنية التحتية التي تعيق التنمية المستدامة. يجب على الحكومة الإسراع في تحديث شبكة الكهرباء وتحسين كفاءتها لتلبية احتياجات السكان المتزايدة وضمان استقرار الطاقة، خصوصًا مع الاعتماد المتزايد على مشاريع كبرى مثل سد النهضة.