في الذكرى الثالثة للمقاطعة... قطريون: سياسات تميم عزلتنا عن أشقائنا العرب
طيلة الأعوام الثلاثة الماضية ومنذ انطلاق المقاطعة العربية لدولة قطر في الخامس من يونيو 2017، ويتصاعد غضب الشعب القطري، ورفضه لسياسات تميم، مؤكدا على رغبته في العودة إلى السرب الخليجي والعربي.
كما أن اتجاه أمير قطر تميم بن حمد، إلى مزيد من السياسات القمعية ضد شعبه، في محاولته لإسكاته وكتم الأصوات العالية والرافضة للأوضاع الاقتصادية المتردية، والتحالفات المشبوهة مع الدول المعادية للعرب، جعلت العامَ الرابع للمقاطعة يُنذر بانتفاضة قطرية على الأسرة الحاكمة في قطر.
قمع الشعب
ويعاني الشعب القطري من القمع في ظل تعتيم إعلامي غير مسبوق حيث يُمنع المواطن من التعبير بكل حرية عن الأوضاع في بلاده.
ورغم جهود الدوحة في التغطية على تجاوُزاتها فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات العامة سواء من خلال استعمال أذرعها وقنواتها الإعلامية خاصة قناة "الجزيرة" لإلهاء الرأي العامّ والمتابعين عما يجري داخل قطر عَبْر التركيز على ملفات أخرى في المنطقة العربية لكن كل تلك الجهود لم تمنع الانتقادات الدولية المتصاعدة.
ولم تنجح الأموال التي خصصتها قطر على الإنفاق على حملات الدعاية والعلاقات العامة في تحسين صورتها وتقديم نفسها كدولة متحضرة تحترم حقوق الإنسان مع تواتُر كشف الملفات.
وتعرضت فئات من المجتمع القطري وشخصيات معروفة لانتهاكات على خلفية رفضها لسياسات الدوحة.
لكن قناة "الجزيرة" التي تنظر على ما يبدو بعين واحدة وتخصصت للدفاع عن تنظيمات إرهابية وبث الفرقة في المجتمعات العربية لم تتطرق إلى تلك التجاوزات وأغفلتها خدمة لاستقرار النظام ومنع كل محاولة للاعتراض على سياساته.
المقاطعة كشفت عن هشاشة النظام
في هذا السياق يقول المواطن القطري "ف. الشمري" إن الشعب القطري عاش عمراً طويلاً مخدوعاً بأسطورة الأسرة الحاكمة القطرية، وقدرتها على تأمين الشعب ، لافتاً أن المقاطعة العربية كشفت أن الأمان في قطر كان خديعة وأكذوبة لأسرة آل ثاني.
أضاف "الشمري" في تصريحات لـ"العرب مباشر": "المقاطعة أثبتت أن العائلة الحاكمة لم تقم ببناء دولة قادرة على رعاية احتياجات ومتطلبات شعبها، وبدلاً من السعي لتوفيرها كان القمع والتهديد بديلاً عن ذلك".
اشتياق للسرب العربي
أشار "م. بن عبدالله" أن الشعب القطري سئم من شعوره بأنه محتل من الجنود الأتراك ومهدد بقوة الحرس الثوري الإيراني، وأنه لم يعد جزءا من الثقافة العربية والخليجية الأصيلة.
وأضاف لـ"العرب مباشر": "وحشتنا الأراضي المصرية وحشنا زيارة أشقائنا في الإمارات والقيام بالحج والعمرة، وعلى الرغم من التظاهر بأن الدوحة متضررة من المقاطعة فإن النظام يقوم بمراقبة حساباتنا لمعرفة إن كنا نتواصل مع أحبائنا وأشقائنا في المنطقة".
تابع:" بات الأمر المفروض علينا أن نحاط بشعوب وأناس ليسوا من ثقافتنا ولا ينتمون لسربنا العربي العريق، بسبب توجهات النظام القطري وبعده عن أيديولوجية سياسية تهدف لحماية المنطقة".
قمع يسد الأنوف
فيما أشار "ع. بن فهد" بأن الشعب القطري أصبح مهددا في أي لحظة بالاعتقال والحبس في حال اعترضوا على أي شيء، قائلاً: "أصبح التفوه بأي كلمة خاصة بالمقاطعة أو الانتقاد للتوغل التركي في البلاد نتيجته الحبس الفوري".
وأكد خلال تصريحاته لـ"العرب مباشر"، أن الأوضاع الداخلية في البلاد لم يعد هناك القدرة على تحملها، ولكن درجة القمع الذي يعيشه المواطنون أجبرتهم على الصمت خوفا من بطش النظام والسلطات القطرية.
انتهاكات لا تتوقف
وتصاعدت حالة السخط والغضب بين القطريين إثر تزايُد انتهاكات نظام "تميم بن حمد آل ثاني" أمير قطر، ضد أبناء البلاد والمقيمين، ولاسيما بعد وفاة الصحفي القطري المعارض "فهد بوهندي"، المعتقل تعسفيا منذ سنوات بدون محاكمة، جراء التعذيب، إبريل الماضي.
على صعيد الانتهاكات أيضا، حذرت "أسماء أريان"، زوجة الشيخ "طلال بن عبدالعزيز بن أحمد بن علي آل ثاني" حفيد مؤسس قطر، المعتقل في الدوحة، من أن وضعه الصحي خطير ويتدهور، ويتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، ودعت المنظمات الحقوقية للضغط على الدوحة لإطلاق سراحه.
وقالت زوجة "آل ثاني": إنها تقدمت مجددا في 12 مارس الماضي بالتماس عاجل إلى المقرر الأممي الخاص بشأن التعذيب لكشف ما يتعرض له زوجها من انتهاكات.
وأكدت أن السلطات في قطر لم توجه لزوجها المعتقل منذ 7 سنوات، أي اتهامات، كما أنها رفضت تقديمه ولا تزال إلى محاكمة "عادلة".
وقالت زوجة حفيد مؤسس قطر، في تصريحات سابقة: إن تنظيم الحمدين حاول إجبار زوجها المحتجز في سجون الدوحة على توقيع إقرار بأنه "مختل عقلياً" مقابل إطلاق سراحه.
وشددت أن الحكومة القطرية تآمرت على زوجها لإبعاده عن دائرة العمل السياسي في مستقبل قطر، كونه حفيد مؤسس الدولة.
ارتفاع السخط ضدّ نظام تميم، ظهر أيضاً في حملة التضامن مع المواطن راشد بن سالم بن قطفة آل فهاد المري، الذي تعرضت أسرته لانتهاكات وظلم كبير من النظام الحاكم بالدوحة لمطالبته بحقوقه.