8 ساعات حاسمة.. انهيار الدفاعات وهروب الأسد يغيران مسار سوريا
8 ساعات حاسمة.. انهيار الدفاعات وهروب الأسد يغيران مسار سوريا
شهدت سوريا تحولًا جذريًا في غضون ثماني ساعات فقط، حيث انتقل المشهد من تطمينات وزارة الدفاع حول استقرار مدينة حمص إلى انهيار عسكري شامل امتد إلى العاصمة دمشق.
التطورات شملت سيطرة التنظيمات المسلحة على مدينة حمص، هروب الرئيس بشار الأسد من العاصمة، وتبدل الخطاب الرسمي إلى حالة من الغموض والتعتيم.
حمص: نقطة البداية للانهيار
قبل السيطرة على حمص، نفت وزارة الدفاع السورية التقارير التي تحدثت عن اختراق المدينة، ووصفت الوضع بأنه “آمن ومستقر”، لكن انسحاب قافلة عسكرية كبيرة دون قتال كشف عن انهيار غير مسبوق في الدفاعات.
ترافق ذلك مع مغادرة ضباط كبار مطار الشعيرات إلى الساحل، بينما وثقت التنظيمات المسلحة دخولها المدينة بمقاطع فيديو عززت مصداقيتها.
السقوط وتداعياته
سيطرة التنظيمات المسلحة على حمص أدت إلى الإفراج عن 3500 سجين من السجن العسكري؛ مما عزز صفوف المقاتلين.
كما أشار قادة عسكريون إلى انسحاب قوات حزب الله بسبب قناعتهم بعدم جدوى الدفاع عن المدينة.
دمشق: انهيار الطوق الأمني
مع امتداد الاشتباكات إلى أحياء دمشق مثل برزة، تغيرت الأوضاع بشكل دراماتيكي.
ونقلت مصادر عن مغادرة بشار الأسد مطار دمشق الدولي إلى وجهة مجهولة؛ مما أضاف مزيدًا من الغموض للمشهد.
غياب الرواية الرسمية
التزمت وزارة الدفاع الصمت مع تصاعد الأحداث، بينما صدر بيان مقتضب نفى انسحاب القوات من ريف اللاذقية، دون الإشارة إلى دمشق أو حمص.
إعلان السقوط ونقل السلطة
في الساعات الأولى من صباح الأحد، أعلنت التنظيمات المسلحة إسقاط النظام السوري عبر بيان رسمي.
زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، أصدر تعليمات للحفاظ على المؤسسات العامة.
في مقطع فيديو، أعلن رئيس الحكومة محمد غازي الجلالي استعداده لتصريف شؤون الدولة بعد فرار الأسد، مؤكدًا استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب.
ثماني ساعات فقط كانت كفيلة بإعادة تشكيل ملامح الصراع السوري، بدءًا من سقوط حمص وصولًا إلى هروب الرئيس الأسد، في تحول يعكس انهيار النظام وتغير موازين القوى على الأرض.
دود الفعل الدولية والإقليمية
أثارت هذه التطورات ردود فعل متباينة على الصعيدين الإقليمي والدولي. فقد دعت عدة دول إلى التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات، بينما أعربت أخرى عن قلقها من تداعيات هذه الأحداث على استقرار المنطقة.
من جانبها، أكدت روسيا استمرار دعمها للنظام السوري، مشددة على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
مستقبل سوريا: تساؤلات وتحديات
مع هذه التحولات السريعة، يبرز تساؤل حول مستقبل سوريا والتوازنات الجديدة التي قد تنشأ. هل ستتمكن المعارضة من الحفاظ على مكاسبها؟ وكيف ستتعامل القوى الدولية مع الواقع الجديد؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة على هذه التساؤلات، في ظل تعقيدات المشهد السوري وتشابك المصالح الإقليمية والدولية.