بين الحرب والاحتياجات.. ما هي خيارات نتنياهو المقبلة؟

بين الحرب والاحتياجات خيارات نتنياهو المقبلة

بين الحرب والاحتياجات.. ما هي خيارات نتنياهو المقبلة؟
صورة أرشيفية

ما يدور في عقل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم يشغل العالم أجمع في ظل اقتراحات أممية بهدنة تقرها القاهرة ووافقت عليها حركة حماس ورفض بنودها وتختلف عليها إسرائيل؛ مما يضع الموقف في ملعب الحكومة الإسرائيلية التى تواجهة ضغوطًا داخلية وخارجية، حيث الداخل الإسرائيلي يتظاهر في كل إسرائيل نحو وقف الحرب وعودة المحتجزين لدي حماس. 

ويقوم الجيش الإسرائيلي بعملية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة؛ مما صعد الموقف مؤخرًا، حيث أعلنت الأمم المتحدة والكثير من الدول رفضها للمارسات الإسرائيلية الحالية في ظل إن الموقف قد يتعقد ويتم رفض الهدنة وعدم تسليم الرهائن المتواجدين مع حركة حماس في ظل عناد نتنياهو.
 
خداع سياسي  

ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اقتحام رفح، مع ذلك يتم التفاوض من قبل الموساد مع الأطراف المتداخلة حول الهدنة، وهو ما دفع المراقبون أن يروا إن نتنياهو استخدام "الخداع السياسي"، وقام باقتحام رفح.

نتنياهو يعمل لمصلحته في ظل إن استمرار الحرب هي طوق النجاة لديه، ورغبة منه في ترسيخ بقائه في الحكم بدعم اليمين المتطرف وإرضاء أبرز قطبين فيه الوزيرين بن غفير وسموتريتش، وهم أكثر المؤيدين لاقتحام مدينة رفح. 

وخلال الأيام الماضية، حاول الجيش الإسرائيلي تهدئة الميدان لضمان إخماد الحراك الدولي ضد إسرائيل، وإطالة أمد الحرب النفسية، ولكن خسارتهم في ظل الاقتحام الأخير كانت أكبر مما يتخيله الحكومة في إسرائيل.


  
صراع داخلى وخارجي
  
ويعيش نتنياهو حالة من انعدام التوازن، بعدما وجد نفسه في مهب الريح عقب موافقة حركة حماس على الصفقة، حيث بات واقفًا بين ناريْ الفوضى والاحتجاجات التي اشتعلت مجدداً في الشارع وبين الحرب الدائرة بلا هوادة في غزة. 

وكذلك الضغط العربي والأممي الذيي يعاني منه نتنياهو لوقف اقتحام قطاع غزة، حيث تقول إسرائيل: إن عددًا كبيرًا من مقاتلي حماس، وربما عشرات الرهائن، موجودون في رفح، لذا يصر الجيش على اقتحام المدينة الحدودية مع مصر مما يزيد الأمور تعقيدًا.

ونجاح إسرائيل وحماس في تخطي الفجوات وإبرام صفقة تقود لتحرير المحتجزين في غزة أصبح بعيداً الآأن في ظل تعنت نتنياهو.

وقال رامي إغرا رئيس شعبة الأسرى والمخطوفين في "الموساد": كان واضحًا منذ بداية الحرب حتى الآن أنه لن تكون هناك صفقة بدون عودة سيادة حماس على غزة، وانسحاب الجيش، وبمعنى آخر استسلامنا، وبالتالي خسارتنا للحرب وعدم عودة المختطفين، هذا الأمر كان واضحاً لنا، حتى في مفاوضات باريس، مفاوضات هنا وهناك طيلة الوقت ونعود لنفس المربع، وإذا سألت قبل أسبوع عن هذه الصفقة فمن الواضح أنها لن تكون، لأن إسرائيل لا تستطيع أن توافق على عودة حماس للسلطة في غزة.

ويقول الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن نتنياهو الآن يعيش أيامًا صعبة في ظل رفضًا شعبيًا إسرائيليًا ورفضًا أمميًا لاستكمال الحرب، وكذلك اقتراب الجيش الإسرائيلي من الحدود المصرية؛ مما قد يضع إسرائيل في أزمة كبرى مع مصر، والتى هي بدورها المفاوض الأكثر جدية، والتى عرضت بشكل واضح اتفاق وافقت عليه جميع الأطراف الولايات المتحدة وقطر وحماس وترفضه حالياً إسرائيل؛ مما جعل الدولة العبرية أمام العالم تخوض حربًا بلا هوادة ولا توقف، وقد تضع نتنياهو نفسه في موقف سيئ في محاكمته داخلياً وفي المحكمة الدولية.

ويضيف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن نتنياهو لا يرى حاليًا إلا نفسه والكرسي الخاص به، والتظاهرات في إسرائيل تعبر بشكل واضح على تعنت اليمين في إسرائيل باستمرار الحرب، ولكن على ما أظن أن الولايات المتحدة في الأيام المقبلة ستدخل لوقف الحرب وإعلان الهدنة في ظل ضغوطاً علي ادارة بايدن داخلية ايضًا. 

وقال الصحفي الفلسطيني وائل أبو عمر: كل المنطقة الشرقية لرفح مسرح عمليات منذ أمس والقصف فيها لم يتوقف للحظة. 

وأضاف، المعابر تقع ضمن إطار المنطقة الشرقية لرفح وخرجت عن الخدمة منذ عصر الأمس ولا يوجد طواقم عمل نظراً للاستهدافات المباشرة لكل المنطقة. 

وقال المحلل السياسي الفلسطيني ياسين زيدان: إن حماس ورطت نتنياهو بموافقتها على الصفقة، ولهذا حرصت على الإعلان عن الموافقة بشكل واضح فهي مدركة لما يعنيه ذلك. 
 
وأضاف، إن المظاهرات اشتعلت في شوارع تل أبيب وهناك إدراك لدى أهالي الأسرى ومؤيديهم أن حكومة نتنياهو لن توافق على الصفقة، والاحتجاجات ستزيد الشرخ في المجتمع الإسرائيلي.