اختطاف الحوثيين السفينة جالاكسي في البحر الأحمر.. هل سيتوسع الصراع الدائر في غزة؟

اختطاف الحوثيين السفينة جالاكسي في البحر الأحمر

اختطاف الحوثيين السفينة جالاكسي في البحر الأحمر.. هل سيتوسع الصراع الدائر في غزة؟
صورة أرشيفية

يعد اختطاف الحوثيين السفينة جالاكسي في البحر الأحمر مؤشرا على احتمال توسع الصراع الدائر في غزة، وخاصة أن مع كل حرب في منطقة الشرق الأوسط تتجه الأنظار إلى الممرات البحرية، خاصة الخليج العربي ومضيق هرمز وباب المندب، باعتبار أنّ هذه الممرات البحرية يمر عبرها حجم كبير من مصادر الطاقة، التي تنعكس بشكل مباشر على اقتصاديات العالم وليس دول المنطقة فقط، وحادثة اختطاف ميليشيا الحوثي لسفينة في البحر الأحمر على اعتبار أنّها تابعة لإسرائيل، يثبت صحة هذه النظرية.

إمكانيات الحوثي 

وكشفت دراسة للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات بتأثير الحروب والنزاعات على خطوط الملاحة البحرية، وقالت الدراسة: إنّ الحرس الثوري الإيراني، وميليشياته في اليمن خاصة، تتمتع بالقدرة على تهديد الممرات المائية، لاسيّما في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز، ذات الأهمية الإستراتيجية والمضطربة للغاية، وأنّ لديه عدة خيارات في تهديد الممرات المائية؛ وهي: القوات البحرية التي تضم أسطولاً من الزوارق والسفن الصغيرة للهجوم السريع، والعديد منها مسلح بالصواريخ والطوربيدات.

ورغم أنّها المرة الأولى التي يختطف فيها الحوثيون سفينة في البحر الأحمر، في الوقت الذي اعتاد فيه الحرس الثوري خطف سفن تجارية في مضيق هرمز وخليج عُمان وبحر العرب، إلا أنّه لا يمكن عزل هذه العملية عن سياق الحرب الإسرائيلية على غزة، وهو ما أكد عليه بيان الحوثيين حول العملية بأنّ استهداف السفن الإسرائيلية سيتواصل لحين توقف العدوان على غزة والضفة الغربية، وتأتي العملية استكمالاً لمساهمة الحوثيين، بوصفهم أحد أطراف جبهة المقاومة التي تقودها إيران، في جهود استهداف إسرائيل، بعد عملية "طوفان الأقصى"، لاسيّما أنّ الحوثيين سبق أن أعلنوا عن استهداف مدينة إيلات بصواريخ مجنحة وطائرات مسيّرة أكثر من مرة، وهو ما أكدته البحرية الأميركية في البحر الأحمر.

تداعيات الأمر 

ويقول عبد الحفيظ نهاري، المحلل السياسي اليمني، إن اختطاف السفينة، وفيما إذا كانت إسرائيلية كليّاً أو جزئيّاً، وبمعزل عن جنسيات طاقمها والعاملين فيها، إلا أنّها تعطي مؤشراً على ارتدادات وتداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية، ومن المرجح أنّها ستقابل بردود فعل عربية وإسلامية مؤيدة، في ظل صور الحرب القادمة من غزة، والتي تضرب عرض الحائط بالقوانين الإنسانية والدولية، باستهداف المستشفيات والمدارس والأطفال، ومنع أسباب الحياة عن مواطني قطاع غزة.

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أنه في ظل تهديد جماعة الحوثي باستمرار بعمليات خطف السفن التي ترتبط بإسرائيل بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من غير المستبعد أن نشهد مزيداً من هذه العمليات، وعلى غرار عمليات خطف وتوقيف السفن التي نفذها الحرس الثوري الإيراني في الخليج العربي، وبما يعطل جزئياً التجارة العالمية، فيما لا يتوقع أن تقابل الرواية الإسرائيلية حول  أمن الملاحة البحرية الدولية باستجابة دولية من قِبل القوى الكبرى، لاسيّما إذا اقتصر اختطاف الحوثيين للسفن التي ترتبط بصورة ما مع إسرائيل.

وتابع: إنَّ الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في حرب مباشرة وتوسيع رقعة مواجهتها مع إيران وحلفائها في المنطقة، كونها مقبلة على انتخابات رئاسية، لافتا أنه في حال انتقال دائرة الصراع لتلك الرقعة ستكون نقلات محدودة لأنَّ اتساع دائرة الصراع لا يخدم سياسة الولايات المتحدة.