صنعاء تحت النار.. الغارات الأميركية تكبد الحوثيين خسائر بشرية فادحة
صنعاء تحت النار.. الغارات الأميركية تكبد الحوثيين خسائر بشرية فادحة

في مشهد يعيد إلى الأذهان سنوات الحرب الأولى، استيقظت العاصمة اليمنية صنعاء، مجددًا، على دوي انفجارات عنيفة هزّت أحياءها الشرقية والغربية، جراء سلسلة غارات جوية أميركية استهدفت مواقع تابعة لمليشيات الحوثي المسلحة، وسط تزايد حجم الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الضربات المكثفة.
على مدار يومين متتالين، شن الطيران الأميركي ضربات جوية وصفت بأنها "الأعنف" منذ انطلاق الحملة العسكرية الأميركية في اليمن، مستهدفة مواقع استراتيجية داخل العاصمة، وعلى أطرافها، ضمن عملية متصاعدة يبدو أنها ترمي إلى إضعاف البنية العسكرية للحوثيين وقطع سبل إمدادهم، خاصة بعد ازدياد وتيرة استهدافهم لخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
مشهد الدمار في صنعاء
حي النهضة، أحد أكثر أحياء صنعاء كثافة سكانية، كان على موعد مع القصف قبيل منتصف ليل السبت، حيث سمع دوي انفجارات ضخمة تبعتها أعمدة من الدخان تصاعدت في السماء الملبدة بنيران الغارات.
الجبل المجاور للحي، جبل نقم، تلقى كذلك عدة ضربات مباشرة، أدت إلى انهيار أجزاء من تحصينات عسكرية كانت الجماعة قد أنشأتها خلال السنوات الماضية.
في صباح اليوم التالي، كانت المدينة ترزح تحت صدمة الصور التي تناقلها السكان، سيارات محطمة، مبانٍ سكنية متصدعة، جثث متناثرة، وأطفال ينتشلون من تحت الأنقاض وسط صرخات الأهالي وهرولة فرق الإنقاذ.
رغم التعتيم الرسمي من قبل الجماعة، فإن التسريبات الداخلية ومصادر محلية أكدت وقوع ما لا يقل عن 12 قتيلاً و30 جريحًا في قصف الأحد فقط، إضافة إلى ضحايا الغارات السابقة التي أوقعت قتيلين و11 مصابًا، معظمهم من المدنيين.
موجة تصعيد غير مسبوقة
الضربات الأخيرة تأتي ضمن حملة أميركية ممنهجة انطلقت منذ منتصف مارس الماضي، ووفق تقديرات ميدانية، نفذ خلالها الطيران الأميركي قرابة ألف غارة على مناطق متفرقة خاضعة لسيطرة الحوثيين، شملت صنعاء، الحديدة، صعدة، ومأرب، ما خلف خسائر بشرية ومادية واسعة، وأحدث حالة من الذعر الشعبي وارتباكًا داخل صفوف الجماعة المسلحة.
مراقبون يرون أن هذا التصعيد يعكس تحولاً نوعيًا في الاستراتيجية الأميركية، إذ لم تعد الضربات مجرد رسائل ردعية، بل باتت تستهدف قلب البنية التحتية العسكرية للحوثيين، بما في ذلك مخازن السلاح، وأنظمة الاتصالات، ومراكز القيادة الميدانية.
صنعاء في مرمى العاصفة
ويعيش سكان صنعاء، الذين يتجاوز عددهم أربعة ملايين نسمة، في حالة قلق دائم منذ بدء هذه الهجمات، حيث لا تُفرّق القنابل بين الأهداف العسكرية والمناطق المدنية، بحسب شهادات من سكان محليين.
شوارع المدينة باتت شبه خالية مع حلول المساء، والمستشفيات تُعاني من نقص حاد في الأدوية والإمدادات، وسط تزايد أعداد الجرحى وصعوبة إخلاء الضحايا من تحت الركام.
تحذيرات من انفجار إنساني
مع استمرار الغارات، تتصاعد المخاوف من انفجار إنساني وشيك، خصوصًا في ظل تدهور البنية التحتية الصحية، وشح الوقود، والانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه، الأوضاع في صعدة، الحديدة، ومأرب ليست بأفضل حالًا، إذ تعرضت بدورها لقصف مكثف بالتزامن مع ضربات صنعاء، الأمر الذي يجعل من التنبؤ بمسار الأحداث أمرًا بالغ التعقيد.
وفي وقت يغيب فيه الأفق السياسي لأي تهدئة قريبة، تتعاظم المعاناة اليومية لليمنيين الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين نيران الحرب ومآسي النزوح، في بلد أنهكته الصراعات والانقسامات لأكثر من عقد.
ويؤكد الباحث السياسي مرزوق الصيادي، أن هذا ما تحصل عليه اليمن نتاج لتواجد مليشيات الحوثي في صنعاء وهي جماعة إرهابية لا يهمها سوى مصالحها هي وإيران فقط لا غير، ومؤخرًا ومع زيادة العمليات العسكرية الأمريكية ضد اليمن أصبح الشعب اليمني هو الوحيد الذي يعاني.
وأضاف الصيادي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الضربات الأمريكية لن تنتهي وستزداد عنفًا في ظل عناد مليشيات الحوثي ودعمهم لإيران وتنفيذهم لاجندات ايران بالمنطقة وآخرها توسعهم بداخل القارة الافريقية عن تعاونهم مع حركة الشباب الإرهابية بالصومال.