كيف ساهمت الخرطوم في سقوط آخر معاقل الإخوان في الشرق الأوسط
ساهمت الخرطوم في سقوط آخر معاقل الإخوان في الشرق الأوسط
سلمت السلطات السودانية إلى الأمن المصري عددا من المطلوبين للعدالة لانضمامهم لجماعة الإخوان التي صنفتها القاهرة منظمة إرهابية، حيث تم تسليم ما مجموعه 27 شخصًا، من بينهم مصريون متورطون في خلية إرهابية قتلت خمسة من ضباط المخابرات السودانية في سبتمبر 2021، ولم يعلن أي من البلدين عن العدد الدقيق أو أسماء هؤلاء المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين.
أخطر العناصر
موقع "المونيتور" الأميركي، أفاد بأن من بين العناصر التي سيتم تسليمها الإرهابي أكرم عبدالبديع أحمد محمود، الذي حُكم عليه بالإعدام غيابياً في مصر لمحاولته تفجير قناة السويس عام 2009، وهو عضو في خلية متهمة بقصف مديرية الأمن في الدقهلية خلال شهر ديسمبر 2013، الحادث أسفر عن مقتل 16 شخصاً، حيث اتهمت الحكومة المصرية جماعة الإخوان بالوقوف وراء الهجوم وأدرجتها منذ ذلك الحين على أنها منظمة إرهابية وقررت حظر جميع أنشطتها، وأشار الموقع الأميركي في تقريره، إلى أن المئات من أعضاء جماعة الإخوان فروا إلى السودان ومنها إلى تركيا وقطر بعد أن أطاحت ثورة 30 يونيو الشعبية في عام 2013 بالرئيس الإخواني محمد مرسي بعد احتجاجات حاشدة ضده، وحوكم آلاف من عناصر الجماعة بتهمة الإرهاب مع اعتقال كبار قادة الجماعة لتحريضهم على العنف وزعزعة استقرار البلاد.
سقوط الملاذ الأخير
من جانبه، يقول أحمد بان، الباحث المصري في شؤون الجماعات الإسلامية وعضو سابق في جماعة الإخوان، إن الذين تم تسليمهم إلى مصر ينتمون إلى الجناح العسكري للإخوان، وتحديدًا لواء الثورة وحركة سواعد مصر، والمعروفة أيضًا باسم حركة "حسم"، مضيفًا أن السودان كان ملاذاً آمناً لأعضاء الجماعة في أعقاب الإطاحة بمرسي، حيث استخدم أعضاء الجماعة السودان كمحطة عبور للسفر إلى بلد آخر، وكانت غالبًا إلى تركيا، أو انخرطوا مع جماعات إرهابية أخرى في السودان لتنظيم هجمات ضد مصر، وهو الملاذ الذي سقط أيضًا بتسليم الإرهابيين للأمن المصري، موضحًا أن تركيا استضافت مئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها الذين طلبوا اللجوء منذ الإطاحة بمرسي، وكان يُنظر إلى أنقرة لسنوات على أنها المحور الإقليمي للإخوان المسلمين، قبل أن تتخلى عنهم الحكومتان التركية والقطرية مؤخرًا.
عزلة كاملة
وبحسب الموقع، فقد اعتقلت قوات الأمن المصرية، في منتصف يناير الماضي، حسام سلام بعد أن هبطت طائرة سودانية تقلّه من الخرطوم إلى إسطنبول اضطراريا في مطار الأقصر الدولي، حيث يعد سلام، أحد مؤسسي حركة حسم، ومطلوب من قِبل السلطات المصرية منذ عام 2017، عندما اتهم بمحاولة اغتيال شخصيات عامة وقضائية ومهاجمة قوات الشرطة بين عامي 2014 و2016، ويواجه عقوبة بالسجن المؤبد في هذه القضايا، وكشفت مصادر أمنية سودانية، أن السودان يعد قائمة أخرى تضم 32 شخصا آخرين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين تمهيدا لتسليمهم إلى مصر، وتعليقًا على القرار السوداني، قال بان: إن تسليم السودان لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى مصر يظهر مدى التنسيق والتعاون الأمني بين البلدين، مضيفًا أن هذا التعاون سيزيد الضغط على الجماعة التي تواجه أزمة وجودية بدون قاعدة القوة الكبرى التي كانت تمتلكها في السابق في مصر، بالإضافة إلى انهيار معاقلها في منطقة الشرق الأوسط، فبعد أن خسرت السودان كملاذ آمن وقبلها قطر وتركيا، ستزداد عزلة الجماعة، الأمر الذي قد يدفع أعضاءها إلى مراجعة سياساتهم وسلوكهم خلال الفترة الماضية بعد انهيار مشروعهم السياسي والتنظيمي في مصر.