رويترز: فات أوان العيش بسلام وإعادة بناء الحياة للشعب الأفغاني
أكدت رويترز أنه فات أوان العيش بسلام وإعادة بناء الحياة للشعب الأفغاني
أكدت الأمم المتحدة في تقرير لها أمس - الأربعاء - أن مئات الأشخاص في أفغانستان لقوا مصرعهم منذ اجتياح حركة طالبان للبلاد وسيطرتها على مقاليد الحكم قبل نحو عام على الرغم من تحسن الوضع الأمني بشكل عام منذ ذلك الحين لتوقف الحركة عن عملياتها الإرهابية، كما سلطت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان الضوء على الوضع المأساوي للنساء والفتيات منذ استيلاء طالبان على السلطة وكيف تم تجريدهن من العديد من حقوقهن الإنسانية.
فات الأوان
وكالة "رويترز" الإخبارية، أكدت أن الأوان قد فات بالنسبة لجميع الأفغان حتى يتمكنوا من العيش بسلام وإعادة بناء حياتهم بعد 20 عامًا من الصراع المسلح، حيث قال ماركوس بوتزيل، نائب الممثل الخاص للأمين العام لأفغانستان، إن مراقبتنا تكشف أنه على الرغم من تحسن الوضع الأمني منذ 15 أغسطس، فإن شعب أفغانستان، ولاسيما النساء والفتيات والأطفال، محرومون من التمتع الكامل بحقوق الإنسان الخاصة بهم، كما ذكر التقرير أن ما يصل إلى 700 شخص قتلوا وأصيب 1400 بجروح منذ منتصف أغسطس 2021، عندما اجتاحت طالبان العاصمة الأفغانية كابول بينما كانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الأسابيع الأخيرة من انسحابهما من البلاد.
وتابعت الوكالة: إن غالبية هؤلاء الضحايا كانوا بسبب هجمات شنها فرع تنظيم داعش في البلاد، وهو منافس لدود لطالبان استهدف مجتمعات الأقليات العرقية والدينية في الأماكن التي يذهبون فيها إلى المدارس ويتعبدون ويمارسون حياتهم اليومية، كما شهدت أفغانستان قصفًا متواصلًا وهجمات أخرى على المدنيين، غالبًا ما تستهدف أقلية الهزارة العرقية الشيعية، وأعلن فرع تنظيم داعش في البلاد مسؤوليته عن معظم الهجمات، وأضاف التقرير: أن حركة طالبان أوضحت موقفها من الحق في حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وحرية الرأي.
انتهاكات وجرائم
وصنف التقرير انتهاكات حقوق الإنسان التي طالت 173 صحفيا وعاملا إعلاميا، نُسب 163 منها إلى سلطات الأمر الواقع، ومن بين هذه الحالات 122 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و58 حالة سوء معاملة، و33 حالة تهديد وترهيب، و12 حالة احتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، كما قُتل ستة صحفيين منذ أغسطس 2021، من بينهم خمسة على أيدي أفراد تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية، وواحد على يد جناة مجهولين، وفي هذا الصدد، قالت فيونا فريزر، ممثلة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أفغانستان، إن الحق في حرية التجمع السلمي والتعبير والرأي "ضروري لتطور وتقدم الأمة"، مضيفة: "إنها تسمح للنقاش الهادف بالازدهار، كما تفيد أولئك الذين يحكمون من خلال السماح لهم بفهم أفضل للقضايا والمشاكل التي تواجه السكان".
وقالت الأمم المتحدة أيضا: إن العفو عن المسؤولين الحكوميين السابقين الذي أعلنته طالبان العام الماضي لم يتم تأييده باستمرار، وقالت فريزر إن الأمم المتحدة سجلت 160 حالة قتل خارج نطاق القضاء و178 حالة اعتقال لمسؤولين حكوميين وعسكريين سابقين، وقال التقرير إنه يجب على السلطات التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، ومحاسبة الجناة، ومنع تكرار الحوادث في المستقبل، ووصف المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد تقرير الأمم المتحدة بأنه "لا أساس له من الصحة والدعاية" ونتائجه "غير صحيحة"، مضيفًا أن تقرير الأمم المتحدة عن الانتهاكات في حق المرأة غير صحيح، قائلًا: "منذ أغسطس، حظيت النساء والفتيات تدريجياً بحقوقهن في المشاركة الكاملة في التعليم ومكان العمل والجوانب الأخرى للحياة العامة واليومية"، إلا في بعض الحالات تم استبعادهن بالكامل، وقالت الأمم المتحدة إن قرار عدم السماح للفتيات بالعودة إلى المدرسة الثانوية يعني أن جيلًا من الفتيات لن يكمل 12 عامًا من التعليم الأساسي، خلال حكم طالبان السابق في أفغانستان، أخضعوا النساء لقيود ساحقة، ومنعوهن من التعليم والمشاركة في الحياة العامة، وطالبوهن بارتداء البرقع الشامل.