الزلازل تهدد الهيكل العملاق.. هل يدخل سد النهضة مرحلة الخطر؟
الزلازل تهدد الهيكل العملاق.. هل يدخل سد النهضة مرحلة الخطر؟
تزايدت المخاوف حول سلامة سد النهضة الإثيوبي عقب سلسلة من الزلازل ضربت البلاد خلال 24 ساعة فقط، ومع تسجيل ثلاثة زلازل، بدأت تثار تساؤلات جدية حول مدى تأثير هذا النشاط الزلزالي على سلامة السد، خاصة وأن هذه الهزات الأرضية جاءت في منطقة الأخدود الإثيوبي، حيث تتقاطع ثلاث صفائح تكتونية صغيرة.
هذا النشاط الزلزالي المفاجئ دفع خبراء جيولوجيا إلى التحذير من اقتراب السد من "مرحلة الخطر"، ما يضع مشروع سد النهضة في موقف شديد الحساسية.
*تزايد النشاط الزلزالي*
خلال الـ24 ساعة الماضية، شهدت إثيوبيا ثلاثة زلازل متتابعة، ما أثار جدلاً واسعًا حول مدى تأثيرها على سد النهضة الذي يعد أكبر المشاريع المائية في أفريقيا.
الدكتور نادر عبدالله، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أشار أن زلزالًا بلغت قوته 4.7 درجة على مقياس ريختر ضرب منطقة على بعد 570 كيلومترًا من السد، وهو الثالث في يوم واحد.
وشهدت البلاد 16 زلزالًا خلال الأسابيع الخمسة الماضية، ما يشير إلى نشاط زلزالي متزايد يتراوح بين 4 و5 درجات.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، الزلازل التي ضربت منطقة الأخدود الإثيوبي، حيث تتقاطع الصفائح التكتونية، تمثل عاملًا خطيرًا على سلامة سد النهضة، موضحًا، أن هذا النشاط التكتوني المتزايد يثير تساؤلات حول الاستعدادات الهندسية التي اتخذتها إثيوبيا لضمان عدم تأثر السد بمثل هذه الظروف الطبيعية، مضيفًا، حتى الآن، سجلت إثيوبيا هذا العام 31 زلزالًا، بزيادة ملحوظة مقارنة بالعام الماضي الذي سجل 38 زلزالًا خلال عام كامل.
*شبح الانهيار*
الزلازل الأخيرة جعلت الخبراء يحذرون من أن السد قد يدخل مرحلة حرجة إذا استمر هذا النشاط الزلزالي، خاصة إذا زادت قوة الهزات واقتربت من موقع السد.
الدكتور عبدالله، حذر من أن "شبح الانهيار" قد يهدد السد إذا استمر هذا النشاط، وهو ما يتطلب مراقبة دقيقة للبحيرة التي تمتد لأكثر من 200 كيلومتر خلف السد.
وأضاف: أن هذه المخاوف الجيولوجية تأتي في وقت يشهد الملف السياسي لسد النهضة جمودًا بين مصر وإثيوبيا، موضحًا أن المفاوضات المستمرة منذ سنوات حول ملء وتشغيل السد لم تؤتِ ثمارها حتى الآن، حيث تصر إثيوبيا على مواصلة عملية الملء دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم مع مصر والسودان، مضيفًا، مصر، تعتمد بشكل كبير على نهر النيل كمصدر أساسي لمياهها، وظهر هذا الأمر واضحًا عندما أعلنت سابقًا أنها تحتفظ بحق الدفاع عن أمنها المائي وفقًا للقوانين الدولية.
*خيارات التصعيد المصري*
من جانبهم، يرى مراقبون، أن مع زيادة المخاوف من تأثر سد النهضة بالنشاط الزلزالي، تبدو الأزمة أكثر تعقيدًا.
فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات العام الماضي يزيد من احتمالات التصعيد السياسي، خاصة وأن مصر لم تستبعد اللجوء إلى إجراءات قانونية ودبلوماسية لحماية حقوقها المائية.
في ظل استمرار إثيوبيا في تجاهل مطالب مصر والسودان، قد يتزايد التوتر بين الأطراف الثلاثة، مع احتمالية أن تلجأ القاهرة إلى خيارات أكثر قوة.