الأسد و أردوغان.. علاقات منقطعة منذ 13 عامًا ولقاءً قريبًا في موسكو
الأسد و أردوغان.. علاقات منقطعة منذ 13 عامًا ولقاءً قريبًا في موسكو
"الأسد وأردوغان" علاقات بها الكثير من الشوائب والأزمات على مدار أكثر من 10 سنوات، ولكن ما حدث مؤخرًا هو تقارب على سياسات واضحة بين البلدين ورغبة الرئيس التركي في تقارب وجهات النظر بينهما بعد الخلافات التي بدأت منذ الأحداث السورية في 2011.
وقد أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول إمكانية إقامة علاقات بين أنقرة ودمشق الكثير من التساؤلات، وذلك بسبب التوترات الشديدة بين الطرفين، خاصة منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا قبل 13 عامًا، بلغت ذروتها حين طالبت تركيا بتنحية الأسد "حقنًا للدماء"، ولكن رد الأسد وقتها على أردوغان بأنه "إخواني صغير" في ظل دعم النظام التركي للإخوان الإرهابية وقتها.
دعوة جديدة للقاء التقارب
ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقاء نظيره السوري بشار الأسد مع دعوات كثيرة مؤخرًا، حيث أكد أردوغان أن وزير خارجيته هاكان فيدان يجري الترتيبات من أجل لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، داعيًا إلى تأييد هذه الدعوة التاريخية.
وخلال إجابته على أسئلة الصحفيين على متن طائرته أثناء العودة من العاصمة الأمريكية واشنطن، عقب مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي الناتو قال أردوغان: إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان "يقوم حاليًا بتحديد خارطة الطريق من خلال محادثاته مع نظرائه وبناءً على ذلك سنتخذ الخطوة اللازمة إن شاء الله".
وأضاف: "نعتقد أن السلام العادل ممكن في سوريا، ونعرب في كل فرصة عن أن سلامة الأراضي السورية في مصلحتنا أيضًا"، وأوضح أردوغان، أن "تركيا أكثر من ستستفيد من السلام العادل في سوريا".
بناء سلام تركي - سوري
أردوغان بدوره أكد على أن الخطوة الأكثر أهمية في عملية بناء السلام بدأ حقبة جديدة مع سوريا، وتطورت هذه العملية في اتجاه إيجابي حتى الآن، وآمل أن نتخذ خطوات ملموسة قريبًا. وتابع الرئيس التركي: بإن يجب على الولايات المتحدة وإيران أن تكونا سعيدتين بهذه التطورات الإيجابية وتدعما العملية الرامية إلى إنهاء كل المعاناة في سوريا.
وأشار أردوغان، إلى أن تركيا "تبذل جهودًا منذ سنوات لإطفاء الحريق المندلع لدى جارتها سوريا، وأهم ما نتطلع إليه هو ألا ينزعج أحد من المناخ الذي سيتيح لسوريا بناء مستقبل جديد وموحد"، وأكد أن "التنظيمات الإرهابية ستبذل حتما قصارى جهدها لتسميم هذا المسار، وستخطط لاستفزازات وإحاكة الألاعيب، ولكننا ندرك كل ذلك جيدًا ومستعدون لمواجهتها".
ومع ذلك، أردوغان قد أكد أن بلاده تنتظر اتخاذ رئيس النظام السوري بشار الأسد خطوة لتحسين العلاقات معها، حتى تستجيب "بالشكل المناسب".
وأوضح أردوغان، أنه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقاربة بشأن اللقاء بين أردوغان والأسد، كما أن رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني لديه مقاربة أيضًا. وأضاف: "نتحدث هنا عن الوساطة فما المانع منها مع جارتنا؟"، ولم يصدر حتى الآن أي تعليق على تصريحات أردوغان بوجود ترتيبات للقاء بين الرئيس التركي ونظيره السوري.
وأكد الباحث السياسي السوري سلمان شيب، أن في الغالب سيتم اللقاء برعاية من أطراف عديدة أبرزها روسيا وإيران وهما الحليفان الأبرز لدى النظام السوري في الوقت الحالي، خاصة وأن الأسد نفسه يريد ضمانات من أردوغان بعدم دعم الحركات الإرهابية التي تواجهها سوريا في الداخل، والأهم هو عدم تدخل تركيا في الشأن الداخلي السوري، وهي متطلبات الأسد الذي بات في الآونة الأخيرة أقوى بعد انتصارات كثيرة حققها داخليً".
وأضاف شيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن اللقاء من المقرر أن أردوغان لا يريد منح عمق عربي وإيراني لمثل هذه الخطوة، وبالتالي طهران وبغداد بعيدًا عن المصالحة في الوقت الحالي، وفي الغالب اللقاء سيتم في موسكو التي تربطها بالجانبين السوري والتركي شبكة مؤثرة من العلاقات والمصالح والحسابات.
بينما يرى الباحث السياسي عمر رحمون، إن تركيا وأردوغان يريدان بشكل واضح لقاء الأسد بهدف ثابت، وهو عودة اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا بمئات الآلاف والهاربين من الحرب السورية، وهو ما شكل ضغطًا اقتصاديًا وسياسيًا على أداة أردوغان التي سمحت في بداية الحرب بدخول المزيد من اللاجئين، ومن ثم استوعبت الأزمة في ظل تواجد قيادات إرهابية باتت تتواجد في أنقرة، ولذلك تسعى تركيا للتواصل مع الأسد مثلما فعلت مع مصر.
كما أشار رحمون - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إلى أن تركيا تريد في الوقت الحالي أن تتحالف مع قوى كبرى في ظل الحروب التي تضرب المنطقة بداية من حرب روسيا وأوكرانيا ومن بعدها السودان، ومؤخرًا غزة التي كشفت عن تحالفات عالمية كبرى وهو ما نراه في تحالف مصر وتركيا ضد ما تقوم به إسرائيل بقطاع غزة، والدعم التركي السوري سيكون أزمة للولايات المتحدة، وكذلك إسرائيل، خاصة أن إسرائيل تعتبر سوريا عدوًا رئيسيًا في ظل تواجد مليشيات من الحرس الثوري الإيراني بدمشق.