سباق الساعات الأخيرة.. سبع ولايات مصيرية تحدد الفائز بـمفاتيح البيت الأبيض
سباق الساعات الأخيرة.. سبع ولايات مصيرية تحدد الفائز بـمفاتيح البيت الأبيض
قبل 48 ساعة من حسم السباق الرئاسي الأمريكي، تتوجه أنظار العالم إلى سبع ولايات متأرجحة، وهي التي ستحسم النتيجة النهائية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس.
على الرغم من أن الولايات الكبرى مثل كاليفورنيا ونيويورك تميل بقوة للحزب الديمقراطي، والولايات مثل كنتاكي وأوكلاهوما تميل للجمهوريين، إلا أن هذه الولايات السبع تبقى هي العقدة الحاسمة التي لا يمكن لأحد التنبؤ بنتيجتها بسهولة، في انتخابات 2020، كانت هذه الولايات نفسها ساحة للمعركة، حيث انقلبت بعضها على التوقعات السائدة آنذاك، ومنحت جو بايدن فوزًا غير متوقع في بعضها بعد فوزه بأصوات هائلة في اللحظات الأخيرة، والآن، تتكرر القصة مرة أخرى، دونالد ترامب الذي يسعى لاستعادة الرئاسة بعد فترة من الاضطرابات القانونية والسياسية، يواجه منافسة شرسة من كامالا هاريس التي تراهن على استمرار السياسات الديمقراطية وجذب الناخبين الشباب والأقليات العرقية، هل ستتمكن هذه الولايات من قلب الطاولة على المرشح الجمهوري أم أن ترامب سيستعيد القاعدة التي فقدها في ولايته السابقة؟
*سباق متقارب*
على بعد أيام قليلة من الانتخابات، يواجه المرشحان دونالد ترامب وكامالا هاريس تحديات حاسمة في سبع ولايات متأرجحة، وهي ولايات شهدت في السابق تقلبات كبيرة في التصويت بين الجمهوريين والديمقراطيين، يتوقع الخبراء أن الفارق بينهما لن يتعدى عشرات الآلاف من الأصوات، ما يعكس مدى حدة المنافسة هذه المرة، تمامًا كما حدث في انتخابات 2020.
*بنسلفانيا.. صراع على "حزام الصدأ"*
تعتبر بنسلفانيا أحد أهم الولايات المتأرجحة، حيث تميل المدن الكبرى مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ للديمقراطيين، بينما تمثل المناطق الريفية قاعدة قوية للجمهوريين.
في 2016، فاز ترامب بفارق ضئيل، بينما استعاد جو بايدن السيطرة عليها في 2020.
الآن، كامالا هاريس تسعى للاستفادة من مشروعات البنية التحتية التي أطلقها بايدن، مستهدفة الأصوات الصناعية في المناطق الحضرية، من جهة أخرى، يركز ترامب على استمالة الطبقة العاملة الريفية، ويحذر من تأثير الهجرة غير القانونية على تلك المناطق، خاصة بعد محاولة اغتياله في تجمع بنسلفانيا في يوليو الماضي، ما أثار مشاعر التعاطف لدى بعض الناخبين.
*جورجيا.. قاعدة قوية*
تستمر جورجيا في إثارة الجدل السياسي بعد الانتخابات المثيرة للجدل في 2020، والتي شهدت فوز بايدن بها لأول مرة منذ عقود، تهم التدخل في الانتخابات التي تلاحق ترامب بعد اتصاله بمسؤولي الولاية لمحاولة قلب النتيجة، ما زالت تؤثر على المشهد الانتخابي.
هاريس تراهن على التغيرات الديموغرافية واستقطاب الناخبين من الأقليات والنساء والشباب، في حين أن قاعدة ترامب لدما تزال قوية بين البيض المحافظين.
*كارولاينا الشمالية.. معقل الجمهوريين*
كارولاينا الشمالية، الولاية الوحيدة بين السبع المتأرجحة التي دعمت الجمهوريين في 2020، تعتبر مفتاحًا لترامب لاستعادة السيطرة.
الولاية التي تعاني من تداعيات إعصار هيلين المدمر، تشهد جدلاً حول تعامل الحكومة مع الكارثة، في المقابل، تسعى هاريس لتوسيع قاعدتها بين الأمريكيين من أصل أفريقي والشباب الذين يعول عليهم الديمقراطيون.
*ميشيغان.. القضايا الصناعية وحرب غزة*
في ولاية ميشيغان، يشكل التصويت بين الناخبين المسلمين والعرب الأمريكيين قضية مركزية في ظل دعمهم المتزايد لهاريس بعد موقفها من الصراع في غزة.
على الجانب الآخر، يركز ترامب على القضايا الاقتصادية، مثل تكاليف المعيشة والتضخم، حيث يحاول كسب تأييد الطبقة العاملة من خلال مهاجمة السياسات الاقتصادية للديمقراطيين.
*أريزونا.. بين الهجرة والديموغرافيا اللاتينية*
أريزونا، الولاية الحدودية مع المكسيك، شكلت مفاجأة في 2020 بعد أن انقلبت لصالح بايدن بفارق بسيط.
ترامب يسعى الآن لإعادة كسبها من خلال تركيزه على ملف الهجرة غير الشرعية، وهو موضوع حساس في الولاية.
في المقابل، تسعى هاريس لاستقطاب الأصوات اللاتينية من خلال طرح خطط اقتصادية تستهدف الأعمال الصغيرة وتوفير وظائف للمهاجرين الشرعيين.
*ويسكنسن.. تهديد ترامب للديمقراطية؟*
في ويسكنسن، يعتبر ترامب هدفًا للانتقادات المستمرة من الديمقراطيين الذين يحذرون من أن عودته للرئاسة ستكون "تهديدًا وجوديًا" للديمقراطية الأمريكية.
الديمقراطيون يحاولون استمالة الجمهوريين المعتدلين الذين رفضوا خطاب ترامب، مشيرين إلى أن موقفه المتشدد من القضايا الاقتصادية والسياسية قد يقود البلاد إلى مزيد من الانقسام.
*نيفادا.. أصوات اللاتينيين*
على الرغم من قلة عدد سكان نيفادا، إلا أن وزنها السياسي كبير في الانتخابات بفضل أصوات اللاتينيين الذين باتوا يتحولون تدريجيًا عن الحزب الديمقراطي.
كامالا هاريس تراهن على خططها لمكافحة التضخم ودعم الأعمال الصغيرة، بينما يحاول ترامب استعادة تقدمه في الولاية من خلال تسليط الضوء على قضايا الأمن والاقتصاد.