غزة تنزف ومصر تسعى للحل.. إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن قد يفتح باب الهدنة

غزة تنزف ومصر تسعى للحل.. إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن قد يفتح باب الهدنة

غزة تنزف ومصر تسعى للحل.. إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن قد يفتح باب الهدنة
وزيرا الخارجية المصري والأمريكي

تواجه غزة جولة جديدة من الصراع الدموي، حيث تتصاعد الدعوات الدولية والإقليمية لإنهاء القتال المتواصل بين إسرائيل وحركة حماس، وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، تقدمت مصر بمقترح جديد يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو وقف إطلاق النار وإعادة الأمل للمدنيين في المنطقة، المقترح الذي يتمحور حول تبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين على مراحل، يأتي في وقت حساس جدًا، حيث تسعى القاهرة إلى لعب دور الوسيط الفاعل، ووفقًا لتقارير إعلامية، اجتمع رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد مع مسؤولين إسرائيليين، في مسعى لإيجاد صيغة توافقية يمكن أن تفتح الباب أمام تهدئة جديدة، رغم رفض بعض الأطراف الإسرائيلية المتشددة.

*تثبيت هدنة*


في خطوة جديدة نحو تهدئة الصراع في غزة، كشفت مصادر إسرائيلية عن تلقي إسرائيل مقترحًا مصريًا يتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

هذا الاقتراح الذي قدمه رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، يعتبر خطوة أولى نحو اتفاق أوسع، يهدف إلى تحقيق وقف إطلاق نار شامل في القطاع الذي يعاني من تصاعد العمليات العسكرية.

المحادثات جرت بين رشاد ورئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي رونين بار في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تم نقل المقترح إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن ثم إلى المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" لمناقشته بشكل تفصيلي.

وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الاقتراح يشمل "صفقة صغيرة" تتعلق بتبادل رهائن مقابل وقف مؤقت للعمليات العسكرية، مع إمكانية أن تتطور إلى اتفاق شامل.

*ردود فعل متباينة داخل الحكومة الإسرائيلية*


تباينت الردود داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن المقترح المصري، ففي حين أيد وزير الدفاع يوآف غالانت هذا المقترح، إلا أن وزيري اليمين المتشدد، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، رفضاً الفكرة بشكل قاطع، معتبرين أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مبنيًا على شروط إسرائيلية واضحة دون تقديم تنازلات لحماس.

وعلى الرغم من تباين الآراء، يبدو أن هناك نقاشًا جادًا داخل الأوساط الإسرائيلية حول مدى جدوى هذا المقترح في تحقيق هدوء طويل الأمد، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة بين الجانبين واستمرار الغارات الجوية.

*تأثير زيارة بلينكن*


يتزامن المقترح المصري مع زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، حيث من المتوقع أن يلعب دورًا في دعم جهود الوساطة المصرية.

بحسب بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، فإن بلينكن سيركز خلال زيارته على ضرورة إنهاء الحرب في غزة وتأمين الإفراج عن الرهائن.

كما أنه سيبحث تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين في غزة الذين يعانون من الحصار وتدهور الأوضاع الإنسانية.

بلينكن، الذي يُعد أحد الداعمين الأساسيين لإسرائيل، يواجه تحديًا كبيرًا في إقناع الحكومة الإسرائيلية بقبول مثل هذه المبادرات في ظل الانقسامات الداخلية والضغوط الدولية.

*دور القاهرة في تهدئة الأوضاع*


تلعب مصر دورًا محوريًا في أي مبادرة تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، نظرًا لوجود تاريخ طويل من الوساطة بين الجانبان، بالإضافة إلى مكانتها الإقليمية والدولية كوسيط مقبول من الطرفين.

لكن القاهرة تواجه تحديات كبيرة في إقناع الأطراف بقبول تسوية قد لا تلبي كافة تطلعاتهم، خاصة في ظل تعنت بعض التيارات الإسرائيلية المتشددة، وتخوف حماس من تقديم تنازلات قد تضعف من موقفها.

مع ذلك، فإن نجاح المقترح المصري يعتمد إلى حد كبير على مدى قدرة الأطراف الدولية، مثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، على ممارسة ضغوطات حقيقية لوقف التصعيد، بالإضافة إلى استعداد إسرائيل وحماس لتقديم تنازلات متبادلة.

*فرص النجاح والتحديات المحتملة*


على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه هذا المقترح، إلا أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية التي قد تدعم فرص نجاحه.

أولها، رغبة الطرفين في الخروج من المأزق العسكري الذي لا يبدو أنه يحقق مكاسب حقيقية لأي منهما، وثانيها، الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية، خاصة مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة وتفاقم معاناة المدنيين.

من جهة أخرى، قد تكون العوائق الرئيسية أمام نجاح هذا المقترح مرتبطة بتباين المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية، وعدم رغبة الأطراف المتشددة في تقديم تنازلات.

 بالإضافة إلى المخاوف الأمنية لدى إسرائيل من أن يؤدي أي وقف لإطلاق النار إلى تعزيز قدرات حماس على المدى الطويل.