خبراء: ضربات طهران رسالة ردع واضحة وتنذر بصراع إقليمي واسع
خبراء: ضربات طهران رسالة ردع واضحة وتنذر بصراع إقليمي واسع

شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في الصراع الإيراني الإسرائيلي، حيث أعلنت مصادر إيرانية عن تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مواقع استراتيجية داخل مدينة تل أبيب، شملت مبنى يُعتقد أنه تابع للاستخبارات الإسرائيلية، بالإضافة إلى مبنى البورصة ومستشفى جنوب المدينة.
الهجمات التي نُفذت باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ دقيقة التوجيه، جاءت بعد أيام من التهديدات المتبادلة بين الطرفين، وتصريحات إيرانية تؤكد "الرد في الوقت المناسب" على ما تصفه بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والمصالح الإيرانية في المنطقة.
وسائل إعلام إسرائيلية اعترفت بوقوع الانفجارات، مع فرض رقابة مشددة على تفاصيل الخسائر.
في المقابل، أفادت مصادر طبية بسقوط عدد من المصابين، بينهم حالات حرجة في محيط المستشفى المستهدف، فيما هرعت قوات الأمن والإطفاء إلى مواقع الضربات وسط حالة من الذعر والشلل في بعض أحياء المدينة.
وفي طهران، وصفت القيادة الإيرانية الضربات بأنها "رسالة واضحة بأن قواعد الاشتباك قد تغيرت"، محذّرة من أن أي رد إسرائيلي سيقابل بـ"رد أكبر وفي عمق الأراضي المحتلة".
التصعيد الجديد ينذر بمزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية بالمنطقة، وسط تحذيرات دولية من خروج الصراع عن نطاق السيطرة وانزلاقه إلى مواجهة أوسع تشمل أطرافًا إقليمية ودولية.
وفي تعليق على هذا التصعيد، قال الدكتور حسن مطر الخبير في الشؤون الإيرانية :إن "الضربات الإيرانية الأخيرة تمثل نقلة نوعية في قواعد الاشتباك، إذ إنها المرة الأولى التي تُستهدف فيها مواقع حساسة داخل تل أبيب بهذا الشكل المباشر والواضح".
وأضاف -في تصريح للعرب مباشر-، أن "استهداف مبنى الاستخبارات يحمل رسالة مزدوجة: أولاً القدرة الاستخباراتية الإيرانية على رصد مواقع بالغة السرية، وثانيًا التصميم الإيراني على نقل المعركة إلى داخل العمق الإسرائيلي".
وأشار مطر، أن "طهران تدير هذا الصراع بعقلية الردع الاستراتيجي، وتسعى لفرض معادلة جديدة في المنطقة، مفادها أن أي استهداف إيراني أو لحلفائها سيقابل برد موجع داخل إسرائيل".
لكنه حذر من أن "انزلاق الطرفين نحو مواجهة مفتوحة قد يُشعل الإقليم بأكمله، ويجعل السيطرة على مسار التصعيد أمرًا بالغ التعقيد".
وفي السياق ذاته، اعتبر الدكتور حامد فارس، الخبير في الشؤون الدولية، أن التصعيد الإيراني الإسرائيلي الأخير يعكس تحولًا خطيرًا في طبيعة المواجهة، مشيرًا أن "استهداف منشآت حيوية في تل أبيب يمثل تصعيدًا استراتيجيًا له أبعاد تتجاوز الحسابات الثنائية بين طهران وتل أبيب".
وأوضح فارس -في تصريح للعرب مباشر-، أن "هذا النوع من الضربات يعكس رغبة إيران في فرض قواعد اشتباك جديدة على المجتمع الدولي، خاصة في ظل التوتر الإقليمي وتعدد الجبهات من لبنان إلى اليمن وسوريا"، مضيفًا أن "إسرائيل بدورها قد تجد نفسها مضطرة للرد بطريقة تحفظ هيبتها العسكرية، ما يضع المنطقة على حافة صراع أوسع قد يستدعي تدخلات دولية مباشرة أو غير مباشرة".
وحذر الخبير، من أن استمرار هذا التصعيد دون تدخل دبلوماسي فاعل قد يُفضي إلى حالة انفجار إقليمي يصعب احتواؤه، خاصة في ظل هشاشة الوضع في عدة ساحات مجاورة، وصعوبة الفصل بين الجبهات في أي مواجهة محتملة.