فهد الشليمي: إيران تواجه ساعة الحقيقة.. وصراعها مع إسرائيل انكشف دون أقنعة
فهد الشليمي: إيران تواجه ساعة الحقيقة.. وصراعها مع إسرائيل انكشف دون أقنعة

قال المحلل السياسي الكويتي فهد الشليمي -في تصريحات خاصة لموقع العرب مباشر-: إن ما يجري حاليًا بين إيران وإسرائيل ليس مجرد تصعيد عابر، بل هو صدام مباشر بين مشروعين توسعيين يتكئ كل منهما على خلفية أيديولوجية ودينية، مؤكدًا أن العالم العربي يتابع هذا الصراع المفتوح في غياب مشروع عربي موحّد.
وأوضح الشليمي، أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يستند في سياساته إلى التوسع التوراتي، معتبرًا أن التوسع الجغرافي جزءًا من نبوءات دينية، في حين أن المشروع الإيراني ظل يرفع شعار "تحرير المسجد الأقصى"، لكنه في الحقيقة يسعى لبسط نفوذه عبر الأذرع المنتشرة في المنطقة.
وأضاف الشليمي: إيران كانت تستخدم وكلاءها في لبنان وسوريا واليمن وغزة لمواجهة إسرائيل، لكن اليوم تبدلت المعادلة، الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق طهران، ولم يعد هناك مجال للمناورة. ساعة الحقيقة قد دقت، وعلى إيران أن تواجه بنفسها لا من خلال وكلائها.
وتابع الشليمي: ما نراه اليوم يكشف زيف الشعارات الإيرانية، فمع بدء التصعيد، لم تذكر إيران المسجد الأقصى ولا فلسطين في مفاوضاتها، جل تركيزها انصب على ملفها النووي، خاصة منشأة فوردو والتخصيب، في مفاوضات خلف الكواليس تطلب فيها وقف إطلاق النار، وكأن مشروعها لم يكن إلا درعًا لحماية نظامها.
وأشار الشليمي، أن إيران تتعرّض لضربات إسرائيلية مؤثرة، وأن إسرائيل تمتلك تفوقًا جويًا واضحًا داخل العمق الإيراني، في المقابل، تكتفي طهران بالرد عبر الصواريخ، بينما تتفادى الحديث عن الأهداف الكبرى التي لطالما صدّرتها إعلاميًا.
كما حذر الشليمي من أن أي تصعيد في مضيق هرمز أو محاولات لعرقلة الملاحة الدولية لن تضر إسرائيل، بل ستنعكس سلبيًا على دول الخليج والمنطقة العربية بأكملها، مضيفًا: "إغلاق المضيق لن يربك واشنطن ولا تل أبيب، بل سيلحق الضرر بجيران إيران وشركائها التجاريين".
وأكد، أن استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة لا يغيّر كثيرًا من موازين القوة، لأن الولايات المتحدة تعتمد في عملياتها العسكرية على حاملات طائرات ضخمة، لا تحتاج إلى قواعد أرضية في الخليج.
وختم الشليمي تصريحه، قائلاً: "إيران كانت ترفض تفتيش منشآتها النووية بحجة السيادة، واليوم تعرضها للرقابة الدولية، في تناقض يكشف حجم الضغط الذي تتعرض له. الأزمة الحالية فرصة لتراجع إيران خطابها العقائدي الذي كلف الشعب الإيراني ثمنًا باهظًا، وآن لها أن تفكر بمنطق الدولة لا الثورة".