لم تكن تتوقع ريم أن السواد الذي غطى حياتها وحياة قومها في سوريا منذ العام 2011، سيصل إلى تعرضها للاعتداء الجنسي من قِبَل بني جنسها لمجرد موالاتهم إلى غازٍ مختل يحلم بالسيطرة على المنطقة العربية وتلوينها بالدم.

الجمال الشامي الرقيق والهادئ الذي تتمتع به ريم الأحمد، كان سبباً في أن يطمع بجسدها الحر أمير الميليشيات الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سوريا، فتقول في فيديو منشور على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أمير الميليشيات قام بالاتصال بها على هاتف زوجها "المرتزق أيضا" وأجبرها علي أشياء لا تريد فعلها وتردد علي منزلها أكثر من مرة في غياب زوجها"، لافتة أن المدعو سيف أبو عشمة قام بالاعتداء الجنسي والوحشي عليها واغتصابها وهددها أنه سيقوم بفضحها إن لم توافق على ما يريده.

جرائم الاغتصاب في سوريا

ويوماً بعد الآخر تزداد عدد الجرائم التي يرتكبها ميليشيات الاحتلال التركي في شمال سوريا، التي كان آخرها اغتصاب السورية ريم الأحمد، وتعد جرائم الاغتصاب أبرز الانتهاكات التي تقوم بها ميليشيات تركيا بحق المدنيين.

فيما وثقت منظمة حقوق الإنسان، تعرض 8 نساء للقتل في مدينتي تل أبيض ورأس العين وتعرض 48 امرأة لإصابات مختلفة، بالإضافة إلى توثيق قتل امرأتين وإصابة 4 أخريات في ظروف غامضة، ناهيك عن توثيق وجود 6 حالات خطف واغتصاب.

ريم أكدت أن الإرهابي "بو عشمة" حضر إلى منزلها وطرق الباب كثيراً، وحاولت كثيراً صرفه ولكنه أصر على أن ينال ما يريد من جسدها الضعيف، وتلك الرغبة المتوحشة جعلته يقوم بكسر باب المنزل وقام بفعلته رغماً عن إرادتها.

الشهامة ليست صفة المرتزقة

ولأنهم رجال باعوا وطنهم من أجل حفنة دولارات، وضحوا بأرضهم من أجل إرضاء الخليفة المزعوم، فالأرض كالعرض كما اعتقد العرب دوماً، لذا فإن زوج ريم لم يكن له ردة فعل سوى "سوء تفاهم".

قال زوج ريم المرتزق السوري العائد من ليبيا في فيديو آخر: "إن ما حدث هو مجرد سوء تفاهم في ليبيا ولم يحدث أي خلاف بينه وبين أي شخص هناك".

وأكد أن ما قالته زوجته ليس له أي أساس من الصحة ليس إلا مجرد تخاريف، وما زالت علاقته بأبو عشمة وطيدة.

قتل شرف السوريات في رأس عين 

وفي منطقة رأس عين وتل أبيض، استباحت ميليشيات أردوغان شرف النساء وعرضهن، فتقول جيداء صالح 32 عاماً لـ"العرب مباشر": "النساء يتعرضن للكثير من المضايقات والتحرش والخطف والاغتصاب من قِبل عناصر الميليشيات التركية، حتى لم نعد نعرف هل هؤلاء سوريون حقاً أم امتداد لتنظيم داعش"، لافتة أن ابنة خالتهم تم خطفها منذ أسبوعين ولا أحد يعرف مكانها حتى الوقت الحالي.

توثيق اغتصاب النساء في سوريا

وذكر توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، أن هناك نحو 90 امرأة سورية مختطفة ومعتقلة من قِبل فصائل ميليشيات الجيش الوطني الإرهابية.

وأكدت منظمة حقوق الإنسان في مدينة عفرين، استمرار ظاهرة خطف فتيات قاصرات من قِبل مسلحي الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا.

وقالت المنظمة: إن هناك العشرات من الحالات المشابهة الاغتصاب، والزواج بالإكراه من قِبل الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، مع التعتيم الإعلامي بالإضافة إلى حالة الخوف والذعر الذي تفرضه الفصائل بالإضافة لدافع الشرف بموجب الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي يخشى الأهالي البوح بها نظراً لهذه الاعتبارات.

وكشف التقرير عن 300 حالة زواج تمت بالإكراه في المناطق الخاضعة تحت الاحتلال التركي.

سياسة تركية غاشمة 

ورأى مراقبون وحقوقيون أن تصاعد ظاهرة الانتهاكات ضد المرأة في سوريا خاصة المرأة الكردية، يأتي ضمن سياسة تركية غاشمة، تهدف إلى ترسيخ وجود مسلحي الفصائل والعوائل التي انتقلت من ريف إدلب والغوطة الشرقية إلى المنطقة بمساعي دعم حالة التغيير الديموغرافي في منطقة عفرين. 

وأضافت الناشطة السورية حسناء حسن: أن هناك انتهاكات تحصل في عفرين من قِبل الدولة التركية الفاشية ومرتزقتها، لافتة إلى عمليات اغتصاب المتواجدات في عفرين من قاصرات وبالغات.

ونوهت حسناء بأن مرتزقة تركيا منذ بداية شن هجماتها على شمال سوريا استهدفوا الكثير من الأطفال الصغار والنساء والعجَّز والرجال، وكان العدد الأكبر من النساء والأطفال، مطالبة بتدخل دولي لمحاسبة النظام التركي على جرائمه.