كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تفاصيل غارة نفّذتها القوات الخاصة الإسرائيلية على "منشأة لإنتاج الصواريخ تابعة لحزب الله" في سوريا، حيث تجاهلت حكومة الاحتلال الإسرائيلية العملية التي وقعت في بداية الأسبوع.

عملية سرية

وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن 18 شخصًا قُتلوا يوم الإثنين في الغارة بالقرب من مدينة مصياف السورية، التي تقع على بُعد حوالي 40 كيلومترًا شمال الحدود اللبنانية، وأُصيب العشرات بجروح.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، نزلت قوات خاصة إسرائيلية من المروحيات وزرعت متفجرات داخل المنشأة التي بُنيت بدعم إيراني، وأخذت معلومات حساسة.

وصف المسؤولون الأمريكيون بأنها جريئة، ومصممة لتدمير المنشأة العسكرية تحت الأرض، ويبدو أنه تم استخدام غارات جوية لتحييد الدفاعات السورية ومنع التعزيزات من الوصول إلى الموقع.

ردع إيران

وفي تقرير آخر نشره موقع "أكسيوس" الإخباري - نقلًا عن ثلاثة مصادر مطلعة على العملية - يُشير إلى أن وحدة "شالداغ" النخبوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نفذت الغارة.

كما أشار التقرير إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبل تنفيذ العملية ولم تواجه أي مقاومة من البيت الأبيض.

ولم تُعلق الحكومة الإسرائيلية على العملية، لكن يبدو أنها كانت تهدف إلى منع إيران من تزويد حزب الله، حليفها ووكلائها في لبنان، بصواريخ دقيقة. وكان قد هاجمت إسرائيل المنشأة نفسها قبل ست سنوات وشنّت عشرات الغارات الجوية ضد سوريا منذ بدء الحرب في غزة قبل نحو عام.

وتابعت الصحيفة أنه مع ذلك، فإن وضع قوات إسرائيلية على الأرض داخل سوريا يُعتبر أمرًا غير مألوف للغاية، ويُعدّ من أكثر العمليات تعقيدًا من نوعها في السنوات الأخيرة.

وأفادت وزارة الصحة السورية بأن 18 شخصًا على الأقل قُتلوا يوم الإثنين الماضي في غارات جوية إسرائيلية على عدد من المواقع العسكرية في محيط مصياف.

ويبدو أن الضربات الإسرائيلية تصاعدت منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر من العام الماضي، ردًا على الهجمات عبر الحدود على شمال إسرائيل من قبل حزب الله وجماعات أخرى في لبنان وسوريا.

غارات إسرائيلية

ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان - وهو مجموعة مراقبة مقرها المملكة المتحدة ولديها شبكة من المصادر على الأرض - فإن الغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية استهدفت الأراضي السورية أكثر من 60 مرة منذ بداية العام.

وأسفرت هذه الغارات عن تدمير أو إلحاق أضرار بحوالي 140 هدفًا، بما في ذلك مستودعات أسلحة، ومركبات، ومقار للميليشيات المدعومة من إيران، حسبما ذكر المرصد.

وأضافت المجموعة أن الضربات أسفرت عن مقتل 208 مقاتلين على الأقل، بما في ذلك 46 من القوات الحكومية السورية، و43 من أعضاء حزب الله، و24 من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى 22 مدنيًا.