معارك ضارية في الجنوب.. الحوثيون يشنون هجومًا واسعًا على محافظة يمنية

معارك ضارية في الجنوب.. الحوثيون يشنون هجومًا واسعًا على محافظة يمنية

معارك ضارية في الجنوب.. الحوثيون يشنون هجومًا واسعًا على محافظة يمنية
ميليشيا الحوثي

منذ تصاعد الصراع في اليمن، تسعى مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، إلى توسيع نطاق نفوذها نحو المحافظات الجنوبية، في محاولة لتغيير موازين القوى على الأرض، وهذه التحركات تأتي في إطار استراتيجية إقليمية تسعى طهران من خلالها إلى تعزيز نفوذها في المنطقة عبر دعم الجماعات المسلحة التابعة لها.

وقد كثفت المليشيات هجماتها العسكرية على المحافظات الجنوبية، مستهدفة مواقع استراتيجية في شبوة، أبين، والضالع، وسط تقارير تشير إلى حصولها على دعم لوجستي وتسليحي متطور من إيران، يشمل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية. 

وتهدف هذه التحركات إلى زعزعة الاستقرار في الجنوب، وفرض سيطرة الحوثيين على مناطق حيوية؛ مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن الإقليمي والملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

اشتباكات حوثية متزايدة 


ومؤخراً تشهد محافظة شبوة، الواقعة في جنوب اليمن، حالة من عدم الاستقرار الأمني المتزايد، حيث أسفرت اشتباكات قبلية عن سقوط قتلى وجرحى في مديرية جردان. ووفقًا لمصادر محلية، اندلعت الاشتباكات العنيفة بين مسلحين من قبيلتي "السادة" و"آل بحيث" نتيجة خلاف نشأ حول تسمية وحدة صحية في المنطقة؛ وهو ما أدى إلى تفاقم التوتر بين أفراد القبيلتين وتصاعد العنف إلى حد استخدام الأسلحة النارية.

وقد أدت هذه الاشتباكات إلى مقتل شخصين هما مهدي بلبحيث ومحمد حسين علي السيد، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، ولم تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة حول حالة المصابين، إلا أن بعض التقارير تشير إلى خطورة إصابات بعضهم، ما قد يرفع حصيلة القتلى في الساعات القادمة.

خلفيات الصراع 


تأتي هذه الاشتباكات في ظل تصاعد أعمال العنف القبلية والثأرات التي تشهدها محافظة شبوة منذ سنوات، والتي زادت حدتها بعد سيطرة قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على أجزاء واسعة من المحافظة، وقد أدى هذا الواقع الأمني الهش إلى تفشي النزاعات القبلية التي كانت تحت السيطرة إلى حد ما خلال الفترات السابقة، إلا أنها انفجرت مجددًا بسبب غياب السلطة المركزية وضعف تدخل الأجهزة الأمنية لاحتواء مثل هذه الأزمات.

تعتبر شبوة واحدة من المحافظات اليمنية ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، حيث تضم موارد نفطية مهمة وموانئ حيوية، إلا أن هذه الأهمية لم تترجم إلى استقرار أمني، بل على العكس، أصبحت المنطقة ساحة لصراعات متعددة تشمل نزاعات قبلية. 

غياب الحلول يشعل الموقف 


في ظل تصاعد التوترات الأمنية والنزاعات القبلية في شبوة، يجد السكان أنفسهم وسط بيئة محفوفة بالمخاطر، حيث يؤثر العنف المتكرر على حياتهم اليومية ويحد من قدرتهم على التنقل بحرية أو ممارسة أنشطتهم الاقتصادية المعتادة. 

ورغم الدعوات المتكررة من قبل وجهاء القبائل والمنظمات المحلية والدولية للحد من النزاعات القبلية ووضع حد لحالة الانفلات الأمني، إلا أن الحلول تبقى غير كافية وغير مؤثرة، حيث تحتاج المنطقة إلى جهود أمنية مكثفة وإجراءات تهدف إلى نزع فتيل الأزمات القبلية قبل تحولها إلى مواجهات مسلحة متكررة.

وقد علق المحلل السياسي اليمني، مرزوق الصيادي، على تصعيد مليشيات الحوثي لهجماتها العسكرية على المحافظات الجنوبية، مؤكدًا أن هذه الهجمات تأتي ضمن استراتيجية حوثية مدعومة إيرانيًا تهدف إلى فرض واقع عسكري جديد في الجنوب، وخلط الأوراق السياسية على الأرض.

وأشار الصيادي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الحوثيين يسعون إلى السيطرة على مواقع استراتيجية في شبوة وأبين والضالع، بهدف توسيع نفوذهم وتهديد خطوط الإمداد الحيوية، بالإضافة إلى خلق حالة من عدم الاستقرار المستمر في الجنوب.

 وأضاف: "إيران تستخدم الحوثيين كأداة ضغط في اليمن لتحقيق مكاسب إقليمية، وما نشهده اليوم هو جزء من هذا المخطط الكبير لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".