يمنيون: الأمراض المستعصية والميليشيات تُسمِّم حياتنا

يمنيون: الأمراض المستعصية والميليشيات تُسمِّم حياتنا
صورة أرشيفية

يعيش الشعب اليمني تحت سحابة من اليأس، فاقدًا الأمل أن تعود البلاد آمنة، وسط الصراعات السياسية التي يعيشها نتيجة معارك ميليشيات الحوثيين والإخوان، لتتحول اليمن نتيجة لذلك لبؤرة تفشي للأمراض، ورغم أنها لم تستطع أن تجتاز محنة فيروس "كورونا" المستجد الذي تفشى بها، أتت أزمة تفشي فيروس شلل الأطفال ليضاعف الكارثة الإنسانية التي تحدث في اليمن، رغم إعلان البلاد خلوها من الفيروس عام 2006.
 
ميليشيات الحوثي تمنع أمصال شلل الأطفال عن "صعدة" و"حجة"


وقال "عبد الرقيب الحيدري" ، الوكيل المساعد لوزارة الصحة اليمنية، في تصريحات صحفية إن مرض شلل الأطفال عاود الظهور في كل من محافظتَيْ "صعدة" و"حجة"، لافتاً أن الحوثيين منعوا لقاح شلل الأطفال عن المحافظتين لمرات عديدة.


واعتبر "الحيدري" معاودة ظهور المرض تحديًا جديدًا لليمن، محملاً ميليشيات الحوثي المسؤولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤوليته تجاه هذا الخطر الكبير.
 
اليمن تعيش كارثة إنسانية


ومن ناحيته قال "أنس مندف، 38 عامًا ، طبيب يمني، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، لا زالت اليمن تعيش أزمة فيروس كورونا الذي ينتشر بشكل متسارع، ورغم إعلان الأمم تقديم المساعدة للشعب في مواجهة الفيروس نتيجة تردي الأوضاع الصحية على يد ميليشيات الحوثي والإخوان، إلا أننا لم نجد ذلك.


وتابع "مندف"، أن مع تلك الأزمة انغلاق البلاد ومنع السفر، انتهز الحوثيون الأمر ليقطعوا سبل الحياة عنا، وتم منع الأمصال المضادة لفيروس شلل الأطفال، ما جعل المواليد الجدد الذين لم يتلقوا التطعيمات عرضة للإصابة بالفيروس، وهو ما حدث بالفعل اليوم نعيش كارثة إنسانية من تفشي الفيروسات القاتلة بالبلاد، ولا يعبأ الحوثيون إلا بأطماعهم وخلق الفوضى والمرض داخل البلاد لتنهار اليمن تمامًا.
 
الحوثيون واستهداف المستشفيات والمنشآت الحيوية


وأيده في الرأي "أيوب يمان"، 46 عامًا: طبيب بأحد المستشفيات العامة، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، قائلاً تفاجأنا بتوقف تطعيمات فيروس شلل الأطفال، وحين تساءلنا اكتشفنا أن الأمصال توقف وصولها لليمن، وبعد أن أعلنت الصحة اليمنية عام 2006 عن خلو البلاد من الفيروس، اليوم نعاود مواجهة خطر الفيروس ذاته الذي يكاد يكون انتهى ظهوره من العالم.


وتابع يمان، أزمة شلل الأطفال ليست الكارثة الوحيدة التي يعيشها اليمن، فاليمن يعيش أسوأ مواجهة مع جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد، لافتاً أن عدد الوفيات اليمنية متجاوز حد الكارثة الإنسانية، ولم تعد المستشفيات العامة قادرة على استقبال حالات نتيجة فقد معظم أدواتها الطبية جراء عمليات قصف الحوثي التي استهدفت العديد من المنشآت الحيوية من ضِمنها المستشفيات، مؤكدًا أن اليمن يجاهد لعدم لفظ أنفاسه الأخيرة.
 
ميليشيات الحوثي تتاجر بأوجاع الشعب اليمني


ومن جانبها قالت لمار وقاص، ربة منزل في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن الحوثيين يرفضون تسليمنا جثامين أهالينا المتوفين جراء انتشار فيروس "كورونا"، واستطردت حديثها أنه مع تفشي فيروس كورونا، أعلنت المستشفيات العامة أنها غير مستعدة لعلاج المرضى نتيجة لنقص المواد الطبية وعدم جاهزية المستشفيات جراء عمليات القصف التي نشهدها يوميًا من قبل الحوثي.


وتابعت وقاص، بالتزامن مع هذا الأمر أعلن الحوثيون عن فتح محجر صحي، خاص بهم لاستقبال المرضى، ما دفعنا للجوء إليهم، ودخل زوجي وابن عمه للمحجر الصحي بعد إصابتهما بالفيروس، وحين توفي ابن عم زوجي بالمحجر طالبنا بأخذ الجثمان، إلا أننا اكتشفنا أن ميليشيات الحوثيين قامت بدفن المتوفين داخل المحجر بفيروس "كورونا" ورفضوا تسليم الأهالي جثامين ذويهم.
 
هل تواجه اليمن وباء حمى الضنك؟


ويومًا بعد يوم، تبرهن الميليشيات الحوثية على عدم اكتراثها بحياة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأن اهتمامها الأكبر والكامل منصبّ على تحقيق أجندتها المتطرفة عبر الدورات الطائفية التي تغسل من خلالها عقول المشاركين فيها.


وكانت الميليشيات الحوثية اقتادت العشرات من أبناء محافظة الجوف إلى محافظة صنعاء، وأخضعتهم لدورات عقائدية وطائفية خاصة بها.


لتعلن مصادر يمنية مسؤولة، أن أكثر من 20 شخصًا من بين الذين تم إخضاعهم لدورات حوثية أصيبوا بوباء لم يتمكن الأطباء من تشخيصه، ما أدى إلى قيام الميليشيات بإعادتهم إلى محافظة الجوف وهم يعانون من المرض، ورجحت بأن الإصابات هي بحمى الضنك ولكنها لم تبت نهائيًا بذلك، فيما أكد المرضى أنفسهم أنه لم يتم التمكن من التشخيص الدقيق لحالاتهم المرضية.
 
ومنذ أن أشعلت الميليشيات حربها العبثية في صيف 2014، شهدت المناطق الخاضعة لقبضة الميليشيات تفشيًا مخيفًا لعدد من الأمراض المستعصية والأوبئة مثل الدفتيريا والكوليرا وحمى الضنك وإنفلونزا الخنازير.


وتعمدت الميليشيات الموالية لإيران قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.