هل يعود داعش ليشكل تهديدًا عالميًا انطلاقًا من سوريا؟

هل يعود داعش ليشكل تهديدًا عالميًا انطلاقًا من سوريا؟

هل يعود داعش ليشكل تهديدًا عالميًا انطلاقًا من سوريا؟
سقوط بشار الأسد

سقوط بشار الأسد واستلام المعارضة السورية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، السلطة سيشكل تحولًا جذريًا في المشهد السوري، في هذا السياق، يبرز التساؤل حول إمكانية عودة تنظيم "داعش" كتهديد عالمي انطلاقًا من سوريا.

هيئة تحرير الشام التي تتسم بأيديولوجية متشددة قد تواجه تحديات في تحقيق الاستقرار والسيطرة على كامل الأراضي السورية، خاصة مع التحديات الأمنية والاقتصادية، هذه الظروف قد تخلق فراغًا أمنيًا في بعض المناطق؛ مما يمنح "داعش" فرصة لإعادة تشكيل خلاياه واستقطاب العناصر، خصوصًا في المناطق التي تعاني من انعدام الاستقرار أو حيث توجد خلافات بين الفصائل المسلحة.

هيئة تحرير الشام


ويري الكثير من المحللين، أن سوريا باتت في حوزة التنظيمات المسلحة ذات الخلفية الإسلامية، كما بات مستقبلها غامض أمام سيطرة هذه التنظيمات، وهناك قوى مسلحة لم تكن ذات خلفية دينية ولكن عددها أقل من عدد التنظيمات الإسلامية، فضلًا على أنّ كل هذه التنظيمات تُقاتل تحت لافتة هيئة تحرير الشام.

وهيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقًا هي النسخة الجديدة من تنظيم ما يُسمى بالدولة الإسلامية والمعروفة بداعش، على الرغم من كونها ألغت ارتباطها بالتنظيم من قبل، ولكن لا يوجد ما يؤكد أنها تخلت عن أفكارها.

محمد الجولاني فك ارتباطه بداعش الذي أعلن مبايعته لتنظيم ما يُسمى بقاعدة الجهاد، وما لبث أنّ فك ارتباطه بهذا التنظيم أيضًا وغير اسم التنظيم، بل ذهب لأبعد من ذلك حيث عرض حل الهيئة، وكل هذه التحولات تؤكد برجماتية الجولاني، وأنه قد يكون نسخة جديدة من داعش والقاعدة ولكنها نسخة عصرية.

وقد يشجع سقوط الأسد على تعزيز نشاط الفصائل الجهادية في سوريا ككل، "داعش" قد يرى في هذا التطور فرصة لاستعادة تأثيره عبر استغلال الخطابات الطائفية وضعف المؤسسات الأمنية في ظل الحكم الجديد.

إعادة هيكلة داعش


وقد تستخدم التنظيمات المتشددة سوريا كمنصة لإعادة هيكلة شبكاتها العالمية، مستفيدة من تضارب المصالح الإقليمية والدولية.

لكن هناك عوامل تقلل من احتمالية عودة "داعش" كتهديد عالمي واسع النطاق. القوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا، لن تقبل بنشوء بيئة حاضنة للإرهاب مجددًا في سوريا.

 كما أن التحديات اللوجستية والضغط العسكري الذي يواجهه التنظيم قد يقيدان حركته. المعارضة السورية بدورها قد تحاول فرض سيطرة صارمة، مدفوعة برغبتها في كسب الشرعية الدولية.

سيناريوهات المستقبل تعتمد بشكل كبير على مدى نجاح المعارضة في توحيد صفوفها وتجنب الانقسامات الداخلية، إضافةً إلى التنسيق مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب. 

سوريا ما بعد الأسد ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة المعارضة على تحقيق الأمن ومنع التنظيمات المتطرفة من استغلال الوضع لإعادة ترتيب أوراقها.

ويقول الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإرهابية مصطفي حمزة: إن الخطر الحالي في سوريا يكمن ليس في سيطرة التنظيمات المتطرفة، بل في تحولها إلى أشكال أكثر قبولا ظاهريًا؛ مما قد يؤدي إلى استهانة المجتمع الدولي بها حتى تتكشف حقيقتها بعد فوات الأوان.

وأوضح حمزة - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن ما يحدث الآن هو ناقوس خطر لمستقبل غامض، حيث تنشط تلك التنظيمات بغريزة الانتقام ومنطق أيديولوجي متطرف.

وأضاف أن الفرق بين الدولة الوطنية والنظام السياسي في سوريا يجب أن يكون واضحًا، فبينما يمثل النظام السياسي مسؤولًا عن إخفاقاته، فإن الدولة هي العمود الفقري الذي يجب أن تدافع عنه كل الطوائف والمكونات السورية، دون تغليب المصالح الأيديولوجية على مصلحة الوطن.

وأشار إلى مخاطر تحول سوريا إلى نموذج مشابه لأفغانستان، معتبرًا أن السياسات الأمريكية الراهنة قد تؤدي إلى تسليم سوريا لجماعات الإسلام السياسي، كما حدث مع أفغانستان، وعن نشاط "داعش".

و أوضح الباحث أن التنظيم استغل التطورات الأخيرة ليزيد من تحركاته في البادية السورية، متوقعًا تصاعد المواجهات بين الفصائل المتطرفة، مثل "داعش" و"القاعدة"، وبين هيئة تحرير الشام وحلفائها خلال الفترة المقبلة، مما يعمق من حالة الفوضى في سوريا.