قصفت القوات الأمريكية أهدافا تابعة للمتمردين الحوثيين في اليمن اليوم الخميس، لتواصل جهودها لإضعاف القدرات العسكرية للجماعة المدعومة من إيران دون إثارة حرب أوسع في المنطقة، وفقًا لما كشفت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.  
  
دفاع عن النفس  

وبحسب الصحيفة، فقد قالت القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، إنها ضربت محطة مراقبة أرضية للطائرات بدون طيار تابعة للحوثيين، بالإضافة إلى العديد من الطائرات بدون طيار التابعة للجماعة، بعد أن تبين أنها تمثل "تهديدًا وشيكًا" للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة، وأضافت أن الهجوم كان دفاعًا عن النفس.  

وأضافت أن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذت عدة جولات من الغارات الجوية رداً على إطلاق الحوثيين مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على السفن التي تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر، وفي الأسبوع الماضي، أسقطت القوات الأمريكية صاروخا باليستيا أطلق على المدمرة "يو إس إس كارني" من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، ودمرت صاروخا حوثيا مضادا للسفن كان معدًا لإطلاقه على السفن في البحر الأحمر، وفقًا للقيادة المركزية الأمريكية.  

ويقول الحوثيون: إن حملتهم تهدف إلى الضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، ويقول المحللون: إن هدفهم على المدى الطويل هو الاستيلاء على الأراضي خارج حدود اليمن والسيطرة في نهاية المطاف على شبه الجزيرة العربية.  

  
فشل أمريكي  

وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن الولايات المتحدة فشلت حتى الآن في ردع الحوثيين المتشددين أو تقليل قدراتهم العسكرية بشكل كبير، وفقًا لمحللين عسكريين، ومن خلال هجماتها الجريئة، حولت الجماعة المتمردة نفسها من لاعب هامشي بين القوات المتحالفة مع إيران إلى واحدة من أقوى الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط.  

وتواجه الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل مجموعة من القوات المدعومة من إيران في المنطقة، بما في ذلك حماس وحزب الله اللبناني وقوات الحشد الشعبي العراقية.  

ويحاول المسؤولون الأمريكيون التوسط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس يتضمن إطلاق سراح ما يقرب من 130 رهينة متبقين احتجزتهم حماس ومسلحون آخرون في هجومهم في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل.  
  
اختبار للقدرات  

وأكدت الصحيفة، أنه في اختبار آخر لقدرة الولايات المتحدة على احتواء الجماعات المرتبطة بإيران، من المتوقع أن ترد قواتها على هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة في الأردن نهاية الأسبوع الماضي أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية وإصابة 34 آخرين على الأقل، وقال مسؤولون أمريكيون: إن الطائرة بدون طيار المعادية أطلقت من العراق من قبل ميليشيا مدعومة من طهران وضربت أماكن المعيشة في الموقع.  

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُقتل فيها جنود أمريكيين في أعمال عدائية منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل، ونفت إيران أي صلة لها بالهجوم في الأردن.