مصدر يكشف حقيقة أوامر إيران لوكلائها بوقف التصعيد ضد أمريكا خوفا من الحرب الشاملة
مصدر يكشف حقيقة أوامر إيران لوكلائها بوقف التصعيد ضد أمريكا خوفا من الحرب الشاملة
في ظل تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، تسعى طهران إلى تهدئة الأوضاع وتجنب المواجهة المباشرة مع واشنطن، وفقًا لما كشفه مصدر مطلع لـ"العرب مباشر".
الهجوم على القوات الأمريكية
يأتي هذا التحرك الإيراني بعد الهجوم الذي نفذه مسلحون مجهولون على موقع عسكري أمريكي قرب الحدود الأردنية السورية، في 28 يناير 2024، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة آخرين.
ونفت إيران أي تورط لها في الهجوم، واعتبرته "عملا إرهابيا"، ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن ممثل إيران في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي قوله: "إيران لا تملك أي دور في الهجوم على القوات الأمريكية، وتدين بشدة هذا العمل العدائي".
وأشار المصدر المطلع، إلى أن هذا النفي يهدف إلى تخفيف الضغط على إيران، التي تخشى من رد فعل عسكري أمريكي قوي، خاصة بعد وصول طائرات بي-52 ستراتوفورتريس، وهي قاذفات قنابل استراتيجية بعيدة المدى.
وقال المصدر: "إيران تعلم جيدا أن هذه الطائرات تمتلك قدرات عالية على توجيه ضربات دقيقة وقاسية لأهداف استراتيجية إيرانية، مثل المفاعلات النووية والمنشآت العسكرية والصناعية، وهو ما يهدد النظام الإيراني بالكامل وبالتالي جميع وكلائه بالمنطقة".
وقف العمليات ضد الاحتلال
وفي سياق متصل، أعلن حزب الله العراقي، الذي يعتبره البنتاغون أحد أذرع إيران في العراق، وقف عملياته ضد القوات الأمريكية في المنطقة، وذلك بناء على أوامر إيرانية، بحسب المصدر.
وجاء في بيان للحزب يوم الثلاثاء: "نقرر وقف العمليات العسكرية والأمنية ضد قوات الاحتلال (واصفًا القوات الأميركية)؛ منعًا لإحراج الحكومة العراقية، وحرصًا على مصالح الشعب العراقي".
وأكد البيان: "سنستمر في الدفاع عن إخواننا في غزة بوسائل أخرى، وندعو مجاهدي كتائب حزب الله الحر الأبطال إلى الدفاع السلبي (مؤقتا)، في حال تعرضوا لأي اعتداء أميركي".
وأوضح المصدر، أن هذا القرار يعبر عن رغبة إيران في تهدئة الأوضاع مع الولايات المتحدة، وتجنب التصعيد العسكري، الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة لا تحمد عقباها.
نقل الصراع إلى وكلائها
وأضاف المصدر: إن إيران تحاول نقل الصراع ضد الولايات المتحدة إلى وكلائها في المنطقة، الذين يصعب استهدافهم، لأنهم لا يملكون قواعد ثابتة ولا أهداف كبرى لضربها، بل ينتشرون على الأراضي العراقية والسورية واليمنية واللبنانية بمجموعات من المقاتلين يملكون سلاحًا خفيفًا ويوجهون ضربات خاطفة.
وقال المصدر: "إيران تريد أن تجعل الولايات المتحدة تدفع ثمن تواجدها في المنطقة، وتحرك وكلائها لمهاجمة مصالحها وحلفائها، ولكن بدون أن تتحمل مسؤولية هذه الهجمات، وبدون أن تدخل في صدام مباشر معها".
رغبة واشنطن في تجنب الحرب
من جانبهم، أكد مراقبون، أن محاولات أذرع إيران تبرئتها تتناسب ورغبة واشنطن في عدم توسيع الصراع، أو الدخول في حرب مفتوحة مع إيران، لعدة اعتبارات.
ومن بين هذه الاعتبارات، الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة، التي تشهد منافسة شرسة بين الرئيس الحالي جو بايدن، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض بعد خسارته في الانتخابات السابقة.