للمرة الأولى منذ 50 عامًا.. الدبابات الإسرائيلية تصل ريف دمشق وسط غضب إقليمي
للمرة الأولى منذ 50 عامًا.. الدبابات الإسرائيلية تصل ريف دمشق وسط غضب إقليمي
في تطور غير مسبوق منذ انتهاء حرب أكتوبر في عام 1974، دخلت قوات الاحتلال إسرائيلية الأراضي السورية بعد ساعات فقط من سيطرة المعارضين على العاصمة دمشق وسقوط نظام بشار الأسد، حيث وصلت، صباح الإثنين، إلى ريف دمشق، بحجة السيطرة على مواقع عسكرية سورية جنوب البلاد، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
انتقادات عربية
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن هذه الخطوة أثارت انتقادات واسعة من الدول العربية، التي وصفتها بأنها "احتلال غير قانوني" محذرة من أنها قد تزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا التي تعاني من فراغ أمني بعد الإطاحة بالنظام، ولم يصدر تعليق فوري من "هيئة تحرير الشام"، المجموعة المتمردة الإسلامية التي قادت الهجوم المفاجئ.
حجج إسرائيلية
بررت إسرائيل هذا التحرك، بأنه إجراء محدود يهدف لمنع المتمردين والميليشيات المحلية من الاستيلاء على المعدات العسكرية السورية المهجورة واستخدامها ضد إسرائيل أو في الجولان المحتل.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو - في بيان مصور-: إن هذه الخطوة هي "موقف دفاعي مؤقت"، إلا أنه لم يصفها بالمؤقت عند حديثه باللغة العبرية.
ورأى بعض الخبراء الإسرائيليين، أن التحرك قد يكون "خطأً كبيرًا"، حيث لا توجد أطراف إقليمية تركز على إسرائيل حاليًا.
كما عبرت دول عربية ومنظمات دولية عن قلقها من هذه الخطوة، حيث اعتبرت الجامعة العربية، أنها انتهاك "غير قانوني" للسيادة السورية، بينما نددت مصر بما وصفته بـ"انتهاك صارخ".
بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، سيطرت القوات الإسرائيلية على مواقع استراتيجية مثل قاعدة مراقبة سورية في جبل الشيخ، ولم تواجه القوات الإسرائيلية مقاومة مباشرة، حيث انسحبت القوات السورية مسبقاً من الموقع.
وفي الوقت ذاته، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية سورية للحيلولة دون وقوعها في أيدي المتمردين.
قالت الأمم المتحدة: إن قواتها العاملة في المنطقة تلقت إشعارًا مسبقًا من إسرائيل، لكنها شددت على ضرورة عدم وجود أي أنشطة عسكرية في منطقة الفصل، كما أبلغت إسرائيل الإدارة الأميركية مسبقًا بأن العملية "مؤقتة"، وفقًا لمسؤول أميركي.
مع استمرار الغموض بشأن مستقبل سوريا، تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في التعامل مع الوضع الجديد، ورغم تأكيداتها بأن وجودها العسكري مؤقت، ويرى محللون، أن هذا قد يفاقم التوترات الإقليمية ويعقد فرص بناء علاقات مستقبلية إيجابية مع الجيران.