اضطرابات في المنطقة.. تحذيرات مستمرة من تفاقم الأوضاع في ظل الضربات الإسرائيلية على لبنان
اضطرابات في المنطقة.. تحذيرات مستمرة من تفاقم الأوضاع في ظل الضربات الإسرائيلية على لبنان
يسود حالة من القلق والأزمات في المنطقة، وذلك فى ظل إصرار إسرائيل على التمادي فى عدوانها ضد المدنيين في لبنان، حيث تواصل شن الضربات على بلدات جنوب لبنان والبقاع ومنطقة بعلبك الهرمل ومناطق النبي شيت وطليا وشمسطار غربي بعلبك، وذلك بعد سلسلة الغارات الغاشمة غير المسبوقة التى شنها جيش الاحتلال الإثنين على أنحاء متفرقة من لبنان؛ مركزًا ضرباته على منطقة البقاع وجنوب لبنان مع التوسع في استهداف المنازل والمستشفيات وسيارات الإسعاف، والتى نتج عنها حتى اليوم 1835 مصاباً و 558 شهيدًا بينهم 50 طفلاً و94 امرأة.
موجات نزوح
أدت موجات الهجوم العنيف إلى نزوح أعداد كبيرة من الجنوب والبقاع باتجاه بيروت والشمال، وأشار رئيس لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، إلى أن اللجنة اتخذت قراراً بفتح 90 مدرسة رسمية، وزعت عليها حوالي 10 آلاف فرشةٍ ومثلها من البطانيات والوسادات.
وأضاف: يتطلب الأمر بعض الوقت لجمع ما تم تسجيله من أسماء وأعداد من مختلف لجان إدارة الأزمة في المحافظات، مشيراً إلى أن الأولوية أعطيت لتسجيل العائلات وتأمين إقامتها.
لكن مدارس صيدا وبيروت استقبلت العدد الأكبر من النازحين، ومن المتوقع أن تبلغ قدرتها الاستيعابية القصوى (بين 300 و400 نازح للمدرسة الواحدة) مع ساعات هذا الصباح، وسط توجّه إلى تجهيز المدارس تباعاً بحسب الحاجة.
تصعيد مستمر
قالت الدكتورة عقيلة دبيشي، الخبيرة في الشئون الدولية ورئيس المركز الفرنسي للدراسات الدولية: إنه من المؤسف أن توسع الاحتلال الإسرائيلي دائرة الصراع بعد عام من تدمير غزة منذ أكتوبر الماضي، ثم اقتحامات في الضفة الغربية المحتلة، لافتة أن التصرفات الإسرائيلية غير المسئولة تٌهدد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة.
وأضافت الخبيرة في الشئون الدولية، أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أمد الصراع واحتلال مزيد من الأراضي اللبنانية بجانب مجرد ضربات في جنوب لبنان وهو وضع خطير قد ينذر بتدخل أطراف دولية أخرى ويهدد كامل الأراضي اللبنانية في ظل أزمتها الاقتصادية الحالية.
وأكدت، أن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، وما نجم عنه العمليات العسكرية في الأراضي اللبنانية من مقتل وإصابة المئات من الشعب اللبناني، بما يمثل تصعيدًا خطيرًا ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة بأسرها، موضحة أن استمرار العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة وتوسيع دائرة النزاع إلى جبهات أخرى يهدد المنطقة بحرب شاملة تقوض السلام والاستقرار.
وأوضحت، أنه لابد على المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر، والذي يستهدف اللبنانيين من ناحية والفلسطينيين من ناحية أخرى، وأنه لابد من ضرورة اتخاذ الأمم المتحدة والجهات الدولية الفاعلة إجراءات حازمة تجاه إسرائيل، التي ما زالت مستمرة في تحديها للقرارات الدولية وتتصرف كأنها دولة فوق القانون.
اختراق متواصل
وقال الدكتور مجيد بودين أستاذ القانون الدولي: إن إسرائيل تخرق القانون الدولي بشكل متواصل، ويظهر ذلك جليًا في قصفها للمدنيين في لبنان بدون أي ردع، مشيرًا إلى أن هناك العديد من قرارات مجلس الأمن لم تمتثل إسرائيل لها، واصفاً بأن هناك نقص فيما يخص التعهدات الدولية وتنفيذ قراراتها خاصة مجلس الأمن.
وأضاف: أن المدنيين في لبنان هم الضحايا الأساسيين في العمليات الإسرائيلية، التي يُرتكب فيها جرائم حرب، لا سيما وأن هؤلاء المدنيين عُزّل، ومنهم الشيوخ والنساء والأطفال، مشيرًا إلى أنه يجب الآن الارتقاء فيما يخص تطبيق القانون الدولي إلى مراحل أخرى والذهاب إلى محكمة العدول الدولية والجنائية، إلا ستتمادى العمليات الإسرائيلية».
وأكد أنه يجب التحرك سريعا لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وخرق القانون الدولي ولكي لا تتوسع رقعة الحرب، وإنقاذ المدنيين في غزة وجنوب لبنان، خاصة وأن الولايات المتحدة في حالة انتخابات وفي ظل تلك الفترة وحتى وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض، سيواصل بنيامين نتنياهو وحكومته أعماله بدون أي ردع.