أستاذ علاقات دولية يكشف تفاصيل الجهود المستمرة للتهدئة في قطاع غزة وإعادة الإعمار
أستاذ علاقات دولية يكشف تفاصيل الجهود المستمرة للتهدئة في قطاع غزة وإعادة الإعمار

في ظل الانتهاء من المرحلة الأولى للهدنة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تُواصل جمهورية مصر العربية دورها القيادي في التنسيق وتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة؛ لضمان استدامتها والحد من التصعيد في قطاع غزة.
المرحلة الأولى للهدنة
لقد انتهت المرحلة الأولى من الهدنة بنجاح نسبي، حيث شهدت تخفيفًا للأعمال العدائية بين الطرفين وقد ساعدت الوساطة المصرية بشكل كبير في الوصول إلى هذا الاتفاق، الذي تضمن وقف إطلاق النار بشكل مؤقت، بالإضافة إلى فتح بعض المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع. ورغم بعض الخروقات المحدودة، تمكنت المرحلة الأولى من توفير فترة من الاستقرار النسبي في غزة.
مصر تقود جهود المرحلة الثانية
تسعى مصر الآن إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تركز على تثبيت الهدنة بشكل دائم، والعمل على ضمان التزام جميع الأطراف بالشروط المتفق عليها. هذه المرحلة ستكون أكثر تحديًا، حيث تتطلب ضمانات دولية للحفاظ على وقف إطلاق النار، وإعادة تفعيل العملية السياسية التي تشمل قضايا معقدة مثل الإفراج عن الأسرى، والوصول إلى حل شامل للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، تُواصل مصر جهودها في تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف الفلسطينية، بما في ذلك الفصائل السياسية، لتوحيد المواقف وتحقيق مصالح جميع الأطراف. كما تعمل على ضمان دور المجتمع الدولي في مراقبة وتسهيل عملية التهدئة، وتشجيع الجهود الإقليمية والدولية لدعم استقرار غزة.
دعم خطة الإعمار:
جانب آخر من جهود مصر في المرحلة الثانية يتمثل في دعم خطة الإعمار في غزة، فقد تعرض القطاع لدمار هائل نتيجة التصعيد العسكري الأخير، مما جعل عملية إعادة البناء من أولويات المرحلة الحالية.
وتعمل مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والدول المانحة لتوفير التمويل اللازم لإعادة بناء البنية التحتية للقطاع، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمنازل. كما تحرص القاهرة على تأمين وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم إلى سكان غزة.
التحديات المستقبلية:
ورغم النجاح النسبي في المرحلة الأولى، تُواجه مصر تحديات كبيرة في تنفيذ المرحلة الثانية تتطلب هذه المرحلة التزامًا طويل الأمد من جميع الأطراف، وتقديم ضمانات لحماية المدنيين في غزة، إلى جانب معالجة القضايا الإنسانية والمساعدة في بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أن الحاجة إلى استقرار طويل الأمد تفرض ضرورة إشراك المجتمع الدولي في دعم جهود التهدئة والإعمار.
تستمر مصر في قيادة جهود المرحلة الثانية للهدنة في غزة، وهي تسعى جاهدة لضمان عدم عودة التصعيد العسكري. في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة، يبقى الأمل معقودًا على نجاح هذه الجهود في تحقيق السلام العادل والشامل، وفتح الطريق أمام عملية الإعمار والتنمية المستدامة في قطاع غزة.
في تصريح خاص لـ"العرب مباشر" للدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، بشأن دور مصر في جهود التهدئة في غزة، أكد البرديسي أن "مصر تُواصل دورها المحوري في قيادة مساعي التهدئة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، وهو ما يعكس التزامها العميق تجاه استقرار المنطقة وتحقيق السلام العادل".
وأضاف البرديسي أن "المرحلة الثانية من الهدنة التي تقودها مصر تعتبر نقطة فارقة في هذه العملية، حيث تركز الجهود على ضمان استدامة الهدوء وإيجاد حلول عملية للقضايا الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها سكان قطاع غزة".
وأشار البرديسي إلى أن "التحدي الأكبر في هذه المرحلة يتمثل في الحفاظ على التزام الأطراف بشروط الهدنة والتعامل مع الملفات الشائكة مثل الإعمار والإفراج عن الأسرى، فضلّا عن تعزيز الثقة بين الأطراف المعنية".
كما أوضح البرديسي أن "مصر تبذل جهودًا كبيرة في التنسيق مع الفصائل الفلسطينية والدول الإقليمية والمجتمع الدولي لتسريع عملية إعادة الإعمار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل منظم وسريع، الأمر الذي سيسهم في تخفيف معاناة المواطنين الفلسطينيين".
وشدد البرديسي على أن "الاستقرار طويل الأمد في غزة لا يُمكن تحقيقه دون حل سياسي شامل وعادل، وهو ما يجب أن يكون الهدف الأسمى لجميع الأطراف".