تُشير التطورات الأخيرة إلى استعداد إسرائيل وحركة حماس للمرحلة التالية من مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث يُواصل الوسطاء جهودهم لتمديد الهدنة الهشّة التي بدأت في يناير الماضي واستمرت لمدة 42 يومًا، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.

مؤشرات إيجابية 

وأعلنت حركة حماس عن وجود ما وصفته بـ"مؤشرات إيجابية" بشأن بدء المرحلة الثانية من المحادثات الخاصة بوقف إطلاق النار، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه المؤشرات.

ومن جانبها، أكدت إسرائيل أنها تستعد لاستئناف المفاوضات، حيث أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل قبلت دعوة الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة، وسترسل وفدًا إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الإثنين الُمقبل في إطار السعي لدفع عجلة المفاوضات إلى الأمام.

ويجري وفد من حركة حماس محادثات مع وسطاء مصريين في العاصمة القاهرة، حيث تُواصل مصر، بالتعاون مع مسؤولين قطريين، جهودها لتسهيل هذه المفاوضات بهدف الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق، والتي قد تفتح الباب أمام إنهاء الحرب.

وأكد المتحدث باسم حركة حماس، عبداللطيف القانوع، استعداد الحركة للانخراط في المفاوضات بشكل يحقق مطالب الشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود لتقديم الدعم لقطاع غزة ورفع الحصار عن سكانه الذين يُعانون منذ سنوات.

تشكيل لجنة لإدارة غزة

في بيان لاحق عقب اجتماع وفد حماس مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية حسن محمود رشاد، أكدت الحركة موافقتها على تشكيل لجنة من شخصيات فلسطينية وطنية ومستقلة لتولي إدارة قطاع غزة إلى حين إجراء الانتخابات.

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن القاهرة عملت بالتعاون مع الأطراف الفلسطينية على إنشاء لجنة إدارية من تكنوقراط فلسطينيين مستقلين ومحترفين لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

وجاءت تصريحات السيسي خلال القمة العربية التي أقرت خطة مصرية بديلة لإعادة إعمار غزة، في مواجهة رؤية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المعروفة بمشروع "ريفييرا الشرق الأوسط".

استمرار التصعيد العسكري

ورغم الجهود الدبلوماسية، نفّذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية أسفرت عن مقتل فلسطينيين اثنين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة يوم السبت، وفقًا لمصادر طبية.

من جانبها، قالت القوات الإسرائيلية إن طائراتها استهدفت طائرة مسيّرة عبرت من إسرائيل إلى جنوب غزة، بالإضافة إلى "عدة مشتبه بهم" حاولوا جمعها فيما يبدو أنه محاولة تهريب فاشلة.

وجاءت هذه الغارة بعد يوم من هجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية أدى إلى مقتل شخصين في غزة، حيث قالت القوات الإسرائيلية إنها استهدفت مجموعة من المسلحين المشتبه بهم كانوا يعملون بالقرب من القوات الإسرائيلية شمال القطاع ويقومون بزرع عبوة ناسفة.