التايمز تكشف: تسريب معلومات سرية لحزب الله وراء انهيار هدنة لبنان

التايمز تكشف: تسريب معلومات سرية لحزب الله وراء انهيار هدنة لبنان

التايمز تكشف: تسريب معلومات سرية لحزب الله وراء انهيار هدنة لبنان
الجيش الإسرائيلي

في الوقت الذي كانت فيه لبنان تسعى للحفاظ على هدنة هشة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، برزت تقارير استخباراتية تكشف تسريب معلومات أمنية حساسة لحزب الله من قبل مسؤولين في الجيش اللبناني؛ مما وضع الهدنة على المحك، وفقًا لما أوردته صحيفة "تايمز" البريطانية.

تسريب معلومات سرية


بحسب المصادر، قام العميد سهيل بهيج غرب، رئيس الاستخبارات العسكرية في جنوب لبنان، بتزويد حزب الله بمعلومات سرية من داخل غرفة عمليات أمنية دولية تديرها الولايات المتحدة وفرنسا وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، هذه الغرفة تُعد مسؤولة عن إدارة حفظ السلام ومراقبة تطبيق الهدنة في الجنوب اللبناني.


ويأتي هذا الخرق في وقت حساس مع قرب انتهاء مدة وقف إطلاق النار، التي كانت قد أوقفت عامًا من المواجهات العسكرية العنيفة بين إسرائيل وحزب الله.

انتهاك إسرائيلي


وتابعت الصحيفة، أنه على الرغم من الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بحلول صباح الأحد، أفادت قوات الجيش الإسرائيلي أنها ستؤجل الانسحاب إلى أن يتم تنفيذ بنود وقف إطلاق النار "بالكامل".


في غضون ذلك، أسفرت الاشتباكات عن مقتل 22 شخصًا في جنوب لبنان، بينهم جندي، وفقًا لمسؤولي الصحة اللبنانيين.


وكانت الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله قد اندلعت ردًا على هجمات صاروخية شنتها الجماعة، لكن الأمور تفاقمت بعد تفجير إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال الخاصة بعناصر الحزب، أعقبتها اشتباكات ميدانية عنيفة وتوغلات برية في الجنوب.

تقرير استخباراتي


ووفقًا لتقرير استخباراتي حصلت عليه "تايمز"، فإن غرب لم يكن الوحيد المتورط، إذ أشارت الوثيقة إلى وجود "عشرات الضباط" في الجيش اللبناني سربوا معلومات حساسة لحزب الله.


هذه المعلومات مكنت مقاتلي الجماعة من التهرب من المراقبة الدولية وإخفاء أسلحتهم؛ مما أثار تساؤلات عن قدرة الجيش اللبناني على فرض سيطرته الفعلية على المنطقة الجنوبية.


وأضاف التقرير، أن حزب الله استغل هذه المعلومات لتعزيز وجوده العسكري والسياسي جنوب نهر الليطاني، في تحدٍ واضح لشروط الهدنة التي تمنع أي نشاط عسكري للجماعة في هذه المنطقة.


العميد سهيل غرب، الذي يُعتقد أنه عُين في منصبه بدعم من وفيق صفا، القيادي البارز في حزب الله، واجه اتهامات مباشرة بتسهيل بقاء الحزب في الجنوب.


وتأتي هذه التطورات في ظل اغتيالات طالت قياديين بارزين في حزب الله، من بينهم حسن نصر الله وعدد من كبار قادته، خلال سلسلة من العمليات الإسرائيلية المركزة.


وقال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية ببيروت: إن هذه التسريبات ليست حالة فردية، وإن "العلاقات الوثيقة بين بعض القادة العسكريين وحزب الله تجعل عملية فرض السيطرة الكاملة جنوب الليطاني تحديًا طويل الأمد".


وأضاف: "وجود حزب الله يعتمد ليس فقط على سلاحه، ولكن أيضًا على المكاسب السياسية التي حققها على مدى العقود الثلاثة الماضية".

تمديد المهلة


مع تصاعد التوترات، أعلنت إسرائيل وحزب الله، بموجب وساطة دولية، تمديد موعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان حتى 18 فبراير، وفي الوقت نفسه، أكد مسؤولون أمميون، أن الظروف على الأرض لم تتهيأ بعد لعودة المواطنين اللبنانيين بشكل آمن إلى قراهم.


وقال قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان: "الجداول الزمنية المحددة لوقف إطلاق النار لم يتم الالتزام بها"، مؤكدًا أن الوضع الراهن يتطلب المزيد من التنسيق لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة.