في ذكرى حل الجماعة .. سجل حافل بالإرهاب والتطرف.. إخواني سابق: شعوب المنطقة لن تنسى جرائمها

يمتلأ سجل جماعة الإخوان بالجرائم والانتهاكات ضد شعوب المنطقة

في ذكرى حل الجماعة .. سجل حافل بالإرهاب والتطرف.. إخواني سابق: شعوب المنطقة لن تنسى جرائمها
صورة أرشيفية

 في 26 أكتوبر 1954 خرج الزعيم جمال عبدالناصر بخطاب تاريخي للمصريين في ميدان المنشية بالإسكندرية بمصر، وخلال الخطاب حاولت جماعة الإخوان الإرهابية اغتيال الزعيم إلا أنهم فشلوا في ذلك، وتمت محاكمة وإعدام عدد منهم، وفي 29 أكتوبر من نفس العام أصدر الرئيس عبدالناصر قرارا بحل جماعة الإخوان الإرهابية والذي تمر ذكراه اليوم.

وفي مثل هذا اليوم عام 1954، تصاعد التوتر بين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وجماعة الإخوان بعدما رفض طلب الإرهابية، بعرض كافة القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها، وكان رد الزعيم "قلت للمرشد في وقت سابق إن الثورة لا تقبل أي وصاية من الكنيسة أو ما شابهها.. وإنني أكررها اليوم مرة أخرى".

وكانت جماعة الإخوان الإرهابية وقتها هي الحزب الوحيد أيام ثورة 23 يوليو، حيث كان مجلس قيادة الثورة قد أصدر قراراً بحل جميع الأحزاب السياسية في البلاد مستثنياً جماعة الإخوان المسلمين لكونها كانت تقدم نفسها "كجماعة دينية دعوية".

تاريخ جرائم 

للإخوان تاريخ إجرامي كبير، ففي يوم 22 أكتوبر 1954، حاول محمود عبداللطيف، أحد أفراد التنظيم السري للجماعة الإرهابية، اغتيال الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر" أثناء إلقائه خطابا جماهيريا بميدان المنشية بالإسكندرية، وخلال إلقائه الخطاب أطلق أحد عناصر الإرهابية 8 طلقات، فيما أمسك عبدالناصر الميكروفون وهو يرد على تلك الطلقات قائلا: "أيها الأحرار حياتي فداء لكم، دمي فداء لمصر".

تورط هذا العمل الإرهابي كان محمود عبداللطيف ومعه ثلاثة ينتمون إلى جماعة الإخوان الإرهابية الذين دبروا محاولة اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر، حيث كشفت التحقيقات حينها انتماء المتهم إلى الجهاز السري للإرهابية، وأن محاولة الاغتيال كانت جزءا من مؤامرة كبرى لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة و160 من ضباط الجيش للاستيلاء على الحكم.

ويتضمن تاريخ الجماعة عددًا من عمليات الاغتيال السياسية التاريخية، التي أودت بحياة عدد من الزعماء والمسؤولين، مثل رئيس الوزراء، أحمد ماهر باشا، ورئيس الوزراء، محمود فهمي النقراشي، والقاضي أحمد الخازندار، الذي أصدر أحكامًا قضائية على عدد من المتهمين المنتمين لجماعة الإخوان، فضلًا عن محاولة اغتيال عبدالناصر في المنشية، ولن تنسى ذاكرة المصريين اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة في 6 أكتوبر عام 1981، وغيرها من الأعمال الإجرامية والإرهابية في حق البلاد.

منبع الإرهاب 

العديد من الدراسات الإستراتيجية والسياسية كشفت أن جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسـيسها على يد حسن البنا في عام 1928 حاولت تقديم صورة لنفسها بوصفها الوجه المعتدل لتيار الإسلام السـياسـي، وأنها تنبذ كل صور العنف والتطرف والإرهاب، في حين أن المراقب الدقيق لتاريخ هذه الجماعة منذ نشأتها، والمطلع على أدبياتها الفكرية وأيديولوجيتها السـياسـية والدينية، يستطيع أن يكتشف بسهولة زيف هذه الأكاذيب وعدم واقعيتها، وأن هذه الجماعة هي منبع الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم.

وشكل النتاج الفكري لهذه الجماعة، الأساس الفكري الذي انطلقت منه كل جماعات التطرف والإرهاب المتستر بالدين التي ظهرت فيما بعد، بل إن هذه الجماعات نفسها، وعلى رأسها تنظيم القاعدة وجماعة الجهاد الإسلامي وجماعات التكفير والهجرة وأخيراً داعش، كلها خرجت من تحت عباءة الإخوان، وتشبعت بالفكر نفسه الذي يتبناه الإخوان، وليس أدل على ذلك من أن قادة هذه التنظيمات المتطرفة الذين أسسوها أو تولوا قيادتها كانوا أعضاءً في تنظيم الإخوان.

ويعد القتل والتخوين ونشر الفوضى أساليب رئيسية من أساليب جماعة الإخوان الإرهابية على مدار تاريخها منذ نشأتها على يد حسن البنا في القرن الماضي، وتسعى الجماعة الإرهابية إلى منهج العنف في كثير من تاريخها.

من الملك فاروق إلى عهد الزعيم جمال عبدالناصر مرورًا بالرئيس أنور السادات ووصولًا إلى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاضت الدولة معارك ضارية ضد تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية بعدما ثبت خطورتها على الدولة المصرية، وأمنها القومي، حتى نجحت ثورة 30 يونيو في وقف مخطط هذا التنظيم الإرهابي في السيطرة على الدولة المصرية.

تفجير وتخريب 

واستمرارًا لتلك الأحداث الدموية، قامت بعمليات إرهابية دموية عقب ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بها من حكم البلاد، فقد تسببت الجماعة بعد فض اعتصام رابعة في أغسطس 2013، في تدمير عدد كبير من دور العبادة، سواء المساجد أو الكنائس، وكذلك المنشآت العامة، وأبرزها أقسام الشرطة، كما اعترفت جماعة الإخوان الإرهابية، بالقيام بحرق الكنائس المصرية، بعد فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، حيث أحرقت عدداً كبيرا من الكنائس ودور العبادة في المنيا وأسيوط والفيوم، كما قامت باقتحام وحرق الأقسام وحرضت على العنف والقتل والترويع في محافظات مصر وأطلق قناصتها الرصاص على الشباب أمام مكتب الإرشاد.

اغتيالات وجرائم 

وقامت الجماعة الارهابية باغتيال النائب العام هشام بركات، في 29 يونيو 2015، وغيره من الشخصيات الكبرى في الدولة، إضافة إلى محاولة الاغتيال التي تعرض لها البعض، كما نظمت الجماعة الإرهابية العديد من العمليات المسلحة في سيناء للهجوم على قوات الجيش والشرطة، وهو ما أقره الإرهابي محمد البلتاجي في تصريحه الشهير بوقف الإرهاب في سيناء إذا عاد مرسي للحكم، وليس هذا فحسب فقد واصلت الجماعة الإرهابية، محاولتها لخلق الفوضى داخل مصر من جديد، من خلال إطلاق دعوات تحريضية من خلال العديد من الأحزاب والكيانات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية أو من خلال القنوات المحرضة التابعة لهم في الخارج.

شعوب المنطقة لن تنسى 

يقول الدكتور إبراهيم ربيع، القيادى الإخواني المنشق، إن جماعة الإخوان الإرهابية لها سجل كبير من الإرهاب والتطرف لا يمكن أن ينساه التاريخ وأجندتهم التخريبية في المنطقة، فمنذ نشأتها ارتكبت الجماعة الإرهابية العديد من الجرائم الإرهابية وتركت بصماتها الدموية محفورة في أذهان المصريين. 

وأضاف القيادى الإخواني السابق في تصريح لـ"العرب مباشر": أن التاريخ الدموي التآمري من الإخوان يشهد عليه ويقدم من الأدلة  والوثائق والشهادات المختلفة، بقيامها بارتكاب سلسلة من الاغتيالات ضد عدد من مسؤولي الدولة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي وقاضي قضاة مصر أحمد الخازندار ونجت الجماعة من تبعات تلك المعركة على خلفية قيام ثورة "23 يوليو" 1952، وغيرها على مدار السنوات الماضية وخاصة بعد ثورة 30 يونيو التي أنقذت مصر من تلك الجماعة الإرهابية. 

وتابع: إن الشعب المصري لن ينسى السجل الدموي لهذه الجماعة الإرهابية، وفي كل ذكرى لجماعة الإخوان الإرهابية يتذكر الشعب ما فعلته من جرائم في حق الشعب، بل ودورها التخريبي في المنطقة ككل.