أشعل مقطع مسرب لرئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، حربا على مواقع التواصل الاجتماعي بين تيارين، الوطني الحر من جهة والمستقبل من جهة أخرى. 

وأظهر مقطع الفيديو المسرب لقطات مصورة من اجتماع ميشال عون برئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، قبيل جلسة المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا، وصف فيها عون رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، بـ"الكاذب".

صراع غير منطقي

من جانبه قال الدكتور السيد مجاهد، الباحث في الشؤون العربية، إن ما يحدث من تراشق بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، غير منطقي في ظل الأزمات المتلاحقة على لبنان الذي يمر أحد أسوأ أزماته الاقتصادية، منذ عقود، بالإضافة إلى انفجار مرفأ بيروت في شهر أغسطس الماضي، كما فاقمت هذه الأوضاع سوءا أزمة الفشل في التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد، مع إعلان البلاد الإغلاق العام، جراء تزايد عدد الإصابات، فيما تقترب المستشفيات في لبنان من المستوى الأقصى لقدرتها على استيعاب الحالات الحرجة.

وأضاف مجاهد: "القيادات السياسية في لبنان تعجز حتى الآن عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تنتشل البلاد من الأزمات التي تمر بها، وهناك مشكلات عديدة بين الأحزاب والأطراف ذات الصلة، حول الحقائب والوزارات المختلفة".

الحريري يستعين بالكتاب المقدس

وللرد على رئيس الجمهورية اللبنانية، استعان الرئيس المكلف سعد الحريري، بنصوص من الكتاب المقدس، ونشر على حسابه الرسمي في تويتر تغريدتين، جاء في الأولى: "من الكتاب المقدس - سفر الحكمة : إِنَّ الْحِكْمَةَ لاَ تَلِجُ النَّفْسَ السَّاعِيَةَ بَالْمَكْرِ، وَلاَ تَحِلُّ فِي الْجَسَدِ الْمُسْتَرَقِّ لِلْخَطِيَّةِ". 

وذكر في الثانية: "لأَنَّ رُوحَ التَّأْدِيبِ الْقُدُّوسَ يَهْرُبُ مِنَ الْغِشِّ، وَيَتَحَوَّلُ عَنِ الأَفْكَارِ السَّفِيهَةِ، وَيَنْهَزِمُ إِذَا حَضَرَ الإِثْمُ"، ما جعل أنصار تيار المستقبل إلى تبني الهاشتاج الذي أطلقه سعد الحريري، لشن هجوم على الرئيس اللبناني، وصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

ورد التيار الوطني الحر في لبنان على المقطع المسرب: "من الواضح أن قول الحقيقة فضح الكاذبين وأحرج الحليف الإعلامي المستجد، فتضافرت جهودهما لنصرة ما لا تستقيم نصرته من دجل وافتراء".

حديث من خلف الكمامة

وأطلق الحساب الرسمي لتيار المستقبل اللبناني تغريدة جاء فيها: "المؤسف في الأمر أن دوائر القصر وزّعت كلاماً لرئيس الجمهورية من خلف كمامة لم تستطع أن تحجب وباء التعطيل عن الرأي العام اللبناني، فأعلن الرئيس بهمهمة متعمدة أن لا تأليف للحكومة مطلقاً تعابير لا تليق به وبموقعه تبيّن منها أنها موجهة إلى الرئيس سعد الحريري".