كيف أصبحت الممرات الإنسانية أملاً للعالقين من معارك الفاشر التي تحتدم بالسودان؟

أصبحت الممرات الإنسانية أملاً للعالقين من معارك الفاشر التي تحتدم بالسودان

كيف أصبحت الممرات الإنسانية أملاً للعالقين من معارك الفاشر التي تحتدم بالسودان؟
صورة أرشيفية

بنحو جديد من التصعيد في السودان تحولت مدينة الفاشر العاصمة الإدارية لإقليم دارفور إلى كتلة كبري من المباني المنهارة وبات الوضع في المدنية مميتاً في ظل قصفاً مستمراً وضربات استباقية من طرفي النزاع قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان. 

وأصبح المواطنون المدنيون في أزمة كبرى في ظل تعرضهم لطلقات النيران الناتجة عن الحرب، وأصبح هناك ضربات مميتة مع تعرض المواطنين إلى الجوع والفقر ونقص حاد في المواد الأساسية، وهو ما أدى في النهاية إلى البحث عن ممرات آمنة لخروج العالقين في المدينة ونزوحهم خوفًا على حياتهم.

ضربات بلا توقف 

وتشهد المعارك في السودان وبوضع خاص في دارفور تصعيدًا بلا هوادة؛ مما يجعل الخيار الوحيد المتاح لإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين العالقين هناك والمعرضين لمخاطر كبيرة هو توفير ممرات آمنة لهم في ظل رفض الحلول السابقة التي طرحتها الحركات المحايدة، والتي ترفض استمرار الحرب بين طرفي النزاع والمستمرة من أكثر من عام. 

وقتل وأصيب المئات منذ اندلاع القتال في المدينة الاستراتيجية والتي تعتبر الوحيدة في إقليم دارفور التي ما يزال للجيش وجود فيها بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أكثر من 90 في المئة من مناطق الإقليم.

الفاشر آخر نقاط الحرب 

الفاشر يعيش بها ما يقرب من ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 مليون نسمة، والذي يشكل 20 في المئة من مساحة السودان، ويضم نحو 14 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة، ويسعى كل من الطرفين السيطرة علي المدينة، لأهميتها الاستراتيجية في الإقليم الذي يربط حدود السودان بكل من ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى، وقد حملت الحركات التي ترفض الحرب أطراف القتال مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية برفضها للحلول التي طرحتها الحركات المحايدة التي أكد أنها أطلقت مبادرة إنسانية في فبراير الماضي تشمل آليات لمساعدة المواطنين، كما أطلقت مناشدة لطرفي الحرب لفتح الممرات الإنسانية لدخول المساعدات، وتعهدت بتوفير الحماية اللازمة لها وتأمينها حتى تصل إلى المواطنين، إلا أنها لم تجد استجابة.

ويقول الباحث السياسي السوداني محمد إلياس: إن هناك 3 خيارات مطروحة تم رفضها جميعًا، وهي وقف الحرب عبر اتفاق وقف العدائيات، أو خروج الجيش والدعم السريع من مدينة الفاشر على أن تؤول مسؤولية حفظ الأمن للقوة المشتركة للحركات المسلحة، أو فتح ممرات آمنة تضمن خروج المدنيين من مناطق الاشتباك في المدينة، والتي بدورها تحمي أكثر من 8 مليون مواطن سوداني من تصعيد الحرب المتبادل.

وقال إلياس - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هناك العديد من الحركات المسلحة في دارفور ما زالت في موقف الحياد تجري ترتيبات لتكوين قوة مشتركة جديدة لحماية المدنيين وحماية القوافل الإنسانية والتجارية وحراسة وتأمين المرافق العامة، وهناك تخوف من جرهم الي ساحات المعارك مع الأطراف المتنازعة وفى حال تم ذلك ستكون هناك مجازر دموية. 

وقال الباحث السياسي طاهر المعتصم: إن الفاشر أصبحت كارثة على مئات المدنيين، وسط مخاوف من سقوط المزيد من المدنيين ومن أن يؤجج القتال الحالي الصراعات القبلية خصوصًا في ظل الانقسامات الكبيرة بين الحركات المسلحة التي تكاثرت بشكل كبير في دارفور، وإن دخلت أوجه الصراع ستكون مجزرة كبرى، في ظل إن التصعيد مشتعل بين طرفي النزاع دون الوصول إلى حلحلة الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات. 

وأضاف المعتصم - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هناك 87 حركة مسلحة في دارفور مقارنة بثلاث حركات فقط عندما اندلعت الحرب الأهلية في العام 2003، وهو ما يثبت أن الفترات الماضية عانت السودان من تدخلات خارجية أثرت بشكل كبير في الحرب الحالية، حيث إن هناك قوى إقليمية تريد استمرار الحرب التي أدت إلى دمار البلاد.