بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس: مددنا يدنا لـ الشرع لكنه لم يبادر بالرد علينا بالمثل

بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس: مددنا يدنا لـ الشرع لكنه لم يبادر بالرد علينا بالمثل

بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس: مددنا يدنا لـ الشرع لكنه لم يبادر بالرد علينا بالمثل
أحمد الشرع

أكد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، أن الكنيسة مدّت يدها للحوار مع أحمد الشرع، رئيس الإدارة السورية الجديدة؛ رغبةً في تحقيق تقارب يخدم المصلحة العامة، إلا أن هذه المبادرة لم تلقَ استجابة مماثلة حتى الآن.

وأشار البطريرك، خلال تصريحاته الأخيرة، أن الحوار بين الأديان والثقافات يُعدّ أساسًا لبناء جسور التفاهم والتعايش السلمي، مضيفًا: "كنا نأمل أن نجد تجاوبًا أكبر من الأطراف الأخرى، لكننا مستمرون في الإيمان بأهمية هذا المسار".

تداعيات الموقف على الأوضاع في سوريا


تأتي تصريحات البطريرك في ظل أوضاع متأزمة في سوريا، حيث يعاني البلد من تدهور اقتصادي وانقسامات اجتماعية متزايدة.

 ويعتقد مراقبون، أن غياب الحوار بين المكونات الدينية والاجتماعية قد يزيد من تعقيد المشهد، لا سيما في ظل محاولات متكررة لتعزيز التعايش السلمي بين مختلف الأطياف.

وفي ختام حديثه، دعا البطريرك إلى تركيز الجهود على بناء جسور التواصل بين مختلف الأطراف، مشددًا على أن مصلحة سوريا تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك لتجاوز التحديات وتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا.

من جهة أخرى، يرى محللون أن رفض المبادرات الحوارية قد يعمّق الفجوة بين الأطراف المختلفة، مما يؤثر سلبًا على الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار. وأشاروا، أن التعاون بين المرجعيات الدينية يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تهدئة الأوضاع وإيجاد حلول مستدامة للأزمات الراهنة.

في تعقيبه على تصريحات بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس بشأن غياب التجاوب من أحمد الشرع ، قال المحلل السياسي السوري، الدكتور سامر الخطيب: إن غياب الحوار بين القيادات الدينية المختلفة يشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق التماسك المجتمعي في سوريا، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه البلاد.

وأوضح الخطيب - في تصريح للعرب مباشر-، أن "مثل هذه المبادرات تحمل في طياتها فرصة لتعزيز التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع السوري، لكن عدم الاستجابة لها يعكس غياب رؤية واضحة للتعامل مع الأزمات الحالية على مستوى العلاقات بين الأديان".

وأضاف المحلل السوري، أن الأوضاع في سوريا تتطلب جهودًا استثنائية من جميع الأطراف، مشددًا على أن الحوار الديني ليس رفاهية بل ضرورة وطنية يمكن أن تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية وتهدئة التوترات.

وأشار، أن استمرار التباعد بين المرجعيات الدينية يعمق الانقسامات الاجتماعية ويؤخر أي تقدم ممكن في المسار السياسي أو الاقتصادي. وأكد، أن "استثمار الكنائس والمساجد في دعم الحوار والمصالحة الوطنية يمكن أن يشكل بداية جديدة لمسار أكثر استقرارًا للبلاد".

واختتم الخطيب تصريحه، بالدعوة إلى تجاوز الخلافات التاريخية والعمل بشكل جماعي لمواجهة التحديات الراهنة، محذرًا من أن غياب هذا التعاون سيؤدي إلى تفاقم الأزمات على مختلف الأصعدة.