لاجئون سوريون يتحدثون عن الجحيم في تركيا بعد الحرب الروسية – الأوكرانية

يعيش اللاجئون السوريون في تركيا حالة من المعاناة

لاجئون سوريون يتحدثون عن الجحيم في تركيا بعد الحرب الروسية – الأوكرانية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أزمات تلاحقهم من كل جانب، فهم غير قادرين على الاستمرار في تركيا ويخشون أهوال الحرب والدمار في بلادهم.

اللاجئون السوريون في تركيا يواجهون معركة من نوع آخر، جعلت الحياة الهادئة بالنسبة لهم أمرًا بعيد المنال.

قبل نحو 10 سنوات، هرب ملايين من الشعب السوري من الحروب الأهلية وتواجدوا في الكثير من الدول العربية وعلى رأسها لبنان والأردن ومصر ومنهم من اتجه لألمانيا أو اليونان والأغلبية اتجهت إلى تركيا.

ومع مرور الوقت أصبحت الحياة في تركيا تشبه الجحيم، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوهم السوريين بأن تركيا ستكون وطنهم الثاني، ولكنه وجه أوامره لحكومته بملاحقتهم وإعادتهم قسرًا لوطنهم والتعامل معهم بعنصرية.

تناقضات أردوغان 

وفي ظل اشتعال الحرب الأوكرانية الروسية وانشغال العالم بها، أعلن أردوغان عن إعادة اللاجئين السوريين لبلادهم متجاهلا تهديدات بعودة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقال أردوغان: إن حكومته تبذل جهودا من أجل "العودة الكريمة" للمهاجرين السوريين من تركيا، في تغيير للهجة سياسة أنقرة طويلة الأمد.

وجاءت تصريحات الرئيس التركي خلال اجتماع مع السفراء في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة، حسبما ذكرت صحيفة ينيشاج.

تركيا هي موطن مؤقت لـ 3.7 مليون نازح، وقال أردوغان: "نعمل بجد لتسهيل العودة الطوعية والكريمة لإخواننا وأخواتنا السوريين" ، مشددًا على فشل تركيا في تلقي الدعم الكافي في إيواء اللاجئين، حيث بدأ المهاجرون في الوصول إلى البلاد بعد انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011 أشعلت فتيل حرب أهلية.

وقال محمد معتصم لاجئ سوري مقيم في إسطنبول "سياسة الباب المفتوح التي انتهجها أردوغان منذ ما يقرب من عقد من الزمان معنا كانت صعبة للغاية".

وتابع: "لا نستطع العيش في سلام، فلا يمكننا العمل أو الحصول على أي شيء، رغم أن الحكومة كانت تحصل على منح من أجلنا من الاتحاد الأوروبي".

بينما قالت نادين مصطفى: "حياتنا هنا تشبه الجحيم، فالجميع خائف، الحكومة التركية تستغل انشغال المجتمع الدولي بما يحدث في أوكرانيا وتعيد اللاجئين قسرًا لسوريا، رغم أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة".

وتابعت "جيراننا تم ترحيلهم قسرا منذ عدة أسابيع أخشى أن نلقى نفس المصير قريبا".

انتقادات لأردوغان 

وأكد خبراء أن أردوغان تعرض لانتقادات شديدة على مر السنين ، لا سيما من جماعات المعارضة التركية التي تعهدت بإعادة المهاجرين إلى أوطانهم على مدى السنوات القليلة المقبلة، إلا أن أردوغان كان يتلون على الجميع من أجل الحصول على أموال من الاتحاد الأوروبي وابتزاز الدول الأوروبية لتنفيذ مطالب أردوغان.

وتابع الخبراء: إن سياسة أردوغان المتناقضة تسببت في رفع  مستويات كراهية الأجانب الموجهة ضد اللاجئين.

وقال يزن المصري لاجئ مقيم في إسطنبول: "الجميع يكرهوننا ويتعاملون معنا بعنصرية بسبب تصريحات الحكومة".

وتابع: "نعلم أن الحكومة التركية تستغلنا كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، ولكن هذا الأمر ضاعف من كراهية الشعب التركي لنا".

وأضاف: "لو قالت الحكومة التركية الحقيقة لما واجهنا هذا الكره، فالحكومة تصور للشعب والمعارضة أننا السبب في أزمة تكاليف المعيشة وارتفاع معدلات البطالة وهذا غير صحيح".

بينما قال لاجئ سوري رفض الكشف عن هويته: "الحكومة التركية تطاردني أنا وعائلتي الآن، لقد حان دورنا لإعادتنا قسرا لبلادنا".

وتابع "أردوغان يستفز بنا المعارضة، يقول إن تركيا ستظل ملاذنا الآمِن، ويصفنا بالمحتلين في اجتماعاته المغلقة".

وفي غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية سليمان صويلو يوم الثلاثاء أن تركيا قد تقيد أو تمنع المهاجرين السوريين من العودة إلى تركيا خلال عطلة عيد الفطر الشهر المقبل، حسبما أفاد موقع ديكن الإخباري.

وسمحت تركيا تقليديًا للمهاجرين السوريين بمنحهم نافذة من الوقت لزيارة بلادهم خلال عطلات العيد الدينية والعودة لتركيا مرة أخرى.

وقال دولت بهجلي زعيم التحالف المقرب من أردوغان: "لا داعي لمن يذهبون إلى سوريا لقضاء عطلة عيد الفطر القادمة للعودة إلى تركيا".