صراع جديد داخل الإخوان الإرهابية... ما التفاصيل؟
تشهد جماعة الإخوان الإرهابية صراعات جديدا
أضافت حركة الهيكلة الأخيرة داخل جبهة لندن محوراً جديداً إلى أزمة الصراع المتفاقم داخل جماعة الإخوان على مدار أعوام، وتذهب التوقعات إلى مواجهات أكثر ضراوة بين قيادات التنظيم المتناحرين على منصب القائم بأعمال المرشد العام، وعدد من المواقع التنفيذية الأخرى خلال الأسابيع المقبلة.
الصراع الداخلي
ويتمثل محور الصراع الجديد بشكل محدد في توظيف ثقل التنظيم الدولي للإخوان، كأداة جديدة من أدوات حسم الصراع الراهن داخل الجماعة، بعد اختيار القيادي الإخواني محمود الإبياري أميناً للتنظيم الدولي خلفاً لإبراهيم منير، وفي المقابل التحركات المكثفة من جانب جبهة إسطنبول لاحتواء الموقف، والتي من المتوقع أن تسفر عن اختيار أمين للتنظيم الدولي من جهتها، لتستمر أزمة الانفصال البنيوي داخل الجماعة.
وبالرغم أنّ الصراع قد بلغ ذروته بالفعل في أعقاب وفاة القائم بأعمال المرشد العام إبراهيم منير في (نوفمبر) الماضي، وما تبعه من تناحر حول أحقية كلِّ جبهة في تولي المنصب، وما نتج عنه من انفصال تنظيمي وتولي قائميْنِ بأعمال المرشد، هما محمود حسين، وصلاح عبد الحق، إلّا أنّ القرارات التابعة داخل كل جبهة تسببت في تصاعد وتيرة الصراع بشكل كبير.
وفي هذا الصدد، تناولت دراسة حديثة صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية أبعاد ومآلات الصراع الراهن داخل التنظيم، في ضوء التطورات الأخيرة المرتبطة بحالة الهيكلة الجديدة، وأشارت إلى بُعد جديد يتعلق باختيار القيادي محمود الإبياري أميناً عاماً للتنظيم الدولي، خلفاً لإبراهيم منير، وما يمثله من أهمية قصوى ترتبط بعملية حسم الصراع التنظيمي لصالح جبهة لندن.
وبحسب الدراسة، تحظى خطوة اختيار أمين عام للتنظيم الدولي للإخوان بأهمية كبيرة، تجعلها لا تقلّ أهمية عن الخطوة السابقة الخاصة باختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد، في ضوء اعتبارين أساسيين:
الأوّل يرتبط بالأهمية التي يحظى بها التنظيم الدولي في البناء التنظيمي لجماعة الإخوان، لكونه يمثل الذراع الخارجية للجماعة المسؤول عن إدارة علاقاتها وتفاعلاتها الخارجية، سواء مع الدول، أو مع التنظيمات الإسلامية الأخرى الموجودة في معظم دول العالم، وتوفير التمويلات الخاصة بالتنظيم وإدارة اقتصادياته، فضلاً عن دوره في إدارة الهياكل المؤسسية الخاصة بالجماعة في الخارج، ويتمثل محور الصراع الجديد بشكل محدد في توظيف ثقل التنظيم الدولي للإخوان، كأداة جديدة من أدوات حسم الصراع الراهن داخل الجماعة، بعد اختيار القيادي الإخواني محمود الإبياري أميناً للتنظيم الدولي خلفاً لإبراهيم منير، وأمّا الاعتبار الثاني، فيرتبط بخصوصية اللحظة الراهنة التي تعيشها الجماعة، بمعنى أنّ الخطوة ترتبط بشكل رئيس بسعي جبهة لندن لسدّ أيّ فراغ تنظيمي قد تستغله جبهة إسطنبول لتعزيز نفوذها، ومن هنا جاء حرص الجبهة في الأشهر الأخيرة على استكمال إعادة بناء الهياكل المؤسسية الخاصة بها.
تفاهُم الصراعات
يقول محمود فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات إنه سوف تدفع خطوة جبهة لندن باختيار محمود الإبياري كأمين عام للتنظيم الدولي، متى تم الإعلان عنها بشكل رسمي، باتجاه تفاقم الأزمة البنيوية الكبيرة التي تعيشها الجماعة بالأساس، وفي ضوء ذلك تتوقع الدراسة العديد من الإجراءات التي ستتخذها الجبهتان في ضوء الصراع المحتدم.
وتابع أنه تسعى جبهة لندن لإحكام سيطرتها على مفاصل التنظيم الدولي للجماعة، كجزء من مساعيها للسيطرة على كافة الهياكل المؤسسية، وفي هذا الإطار لا يُستبعد أن يُقدم صلاح عبد الحق ومن خلفه محمد البحيري وحلمي الجزار ومحمود الإبياري على إعادة بناء مكتب الإرشاد الدولي ومجلس شورى التنظيم الدولي، على أن تشمل هذه التعيينات الجديدة اختيار الشخصيات المحسوبة على جبهة لندن.
ولفت أنه المتوقع أن تبدأ جبهة إسطنبول في تبنّي مجموعة من التحركات التي تستهدف احتواء وتطويق تحركات جبهة لندن، لعل أوّلها سيكون استنساخ محمود حسين لنموذج إبراهيم منير على مستوى الجمع بين القيام بأعمال المرشد العام والأمين العام للتنظيم الدولي، وسوف يستغل في ذلك كونه أحد أعضاء مجلس شورى الجماعة المتبقيين.
وأكد أن التنظيم الدولي للإخوان سيكون في الفترات المقبلة محور صراع رئيس بالنسبة إلى جبهتي لندن وإسطنبول، في ضوء إدراك الجانبين لما يحظى به التنظيم الدولي من أهمية، سواء على مستوى إدارته للعلاقات الخارجية الخاصة بالجماعة، أو على مستوى الاقتصاديات التي ستتاح للطرف الذي سيسيطر عليه."