تفاعل يمني واسع مع تصنيف الحوثي إرهابية.. قرار ينسجم مع الواقع ولكن ليس كافيًا

تفاعل يمني واسع مع تصنيف الحوثي إرهابية

تفاعل يمني واسع مع تصنيف الحوثي إرهابية.. قرار ينسجم مع الواقع ولكن ليس كافيًا
صورة أرشيفية

أبدى اليمنيون تأييدهم لقرار الولايات المتحدة الأميركية بتصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، معتبرينه خطوة هامة لوضع حد للانقلاب الذي يعاني منه البلد منذ سنوات، وأطلق اليمنيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "الحوثي جماعة إرهابية"، حيث استعرضوا جرائم وانتهاكات الجماعة التي تفوقت على تنظيمات إرهابية أخرى مثل القاعدة وداعش. 

وقال مسؤولون وناشطون: إن تصنيف الحوثي منظمة إرهابية سيمهد الطريق لمزيد من الضغوط الدولية على الجماعة، ويشجع اليمنيين على النضال من أجل استعادة سيادتهم على الشمال اليمني.

تأييد يمني واسع للقرار

أعربت جهات يمنية مختلفة عن تأييدها للقرار الأميركي الذي صنف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية عالمية، والذي جاء يوم الأربعاء الماضي، من أبرزها المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الذي أكد أن هذا التصنيف سيساهم في مواجهة الجماعة التي تمارس الإرهاب ضد الشعب اليمني.

وطالب المكتب في بيان له بضرورة مواكبة القرار الأميركي بقرارات مماثلة من قِبَل مجلس الأمن والدول الشقيقة والصديقة، خاصة في ظل تصاعد الأعمال الإرهابية للحوثيين في البحر الأحمر وتهديدهم للملاحة الدولية والمصالح الدولية، بتوجيه من إيران.

الانتقالي الجنوبي: القرار يعكس إدراك العالم لخطورة "الحوثيين"

في السياق ذاته، أعرب المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل الحراك الجنوبي في اليمن، عن ترحيبه بقرار الولايات المتحدة الأميركية بإعادة تصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية عالمية. وقال المجلس في بيان له: إن هذا القرار يعكس إدراك المجتمع الدولي للخطر الذي يمثله الحوثيون على اليمن والمنطقة والعالم بأسره، نظرًا لممارساتهم العدائية والإرهابية ضد المدنيين والمصالح الحيوية والملاحة الدولية. وأشار المجلس إلى أن الحوثيين تسببوا بأضرار جسيمة للمواطنين في اليمن والجنوب، وعرقلوا وصول البضائع والمساعدات الإنسانية إلى الموانئ اليمنية؛ ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء والدواء وتفاقم المعاناة الإنسانية.

وأكد المجلس أن الحوثيين لا يملكون أي مبرر لاستمرار انقلابهم وتحديهم للشرعية الدولية، وأنهم يحاولون التستر على استبدادهم وقمعهم للشعب اليمني بالقيام بأعمال إرهابية في البحر الأحمر وباب المندب.

ودعا المجلس الانتقالي الجنوبي إلى اتخاذ استراتيجية شاملة لمواجهة تهديدات الحوثيين، وإنشاء بيئة مناسبة لإيجاد حل سياسي للنزاع في اليمن والجنوب، وطالب المجلس الشركاء الدوليين بالتضامن مع القرار الأميركي والتنسيق مع الأطراف المؤيدة له ومع شركائه في مجلس القيادة الرئاسي لضمان اتباع نهج متماسك وموحد.

الإرياني: التصنيف ينسجم مع الواقع

من جانبه، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: إن هذا التصنيف ينسجم مع الواقع الذي عاشه اليمن طيلة سنوات الانقلاب الحوثي، الذي استخدم القوة والعنف لإرهاب وترويع الشعب اليمني.

وأشار الإرياني إلى أن ميليشيا الحوثي ارتكبت جرائم وانتهاكات تتناسب مع تعريف الإرهاب، مثل الهجمات القاتلة ضد المدنيين، واستخدام الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية لقصف المدن السكنية، والخطف والاحتجاز والتعذيب والاغتصاب والتجنيد القسري والتدمير والنهب.

وأكد الإرياني أن ميليشيا الحوثي تشارك نفس الخلفية والأيديولوجيا والأهداف مع الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس والميليشيات الإيرانية في المنطقة، وأنها تفوقت على جماعات إرهابية أخرى مثل داعش والقاعدة بادعائها الحق الإلهي في الحكم.

ودعا الإرياني المجتمع الدولي إلى تشديد الضغوط على ميليشيا الحوثي ودعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية في اليمن لاستعادة السيطرة على كامل أراضي البلد.

الصالح: خطوة مهمة ولكن ليست كافية

وقال السياسي اليمني أحمد الصالح على حسابه في موقع «X»: إن إعادة تصنيف ‌ الحوثي منظمة إرهابية ليس كافيا، كما أن الضربات الجوية والصاروخية لن تؤمن خطوط الملاحة الدولية.

وأضاف: أن القضاء على هذه الميليشيا الإرهابية يتطلب دعم ومساندة القوات المسلحة على الأرض وهي من ستقضي على الإرهاب ومن يقف خلفه، وستؤمن المنطقة بما فيها خطوط الملاحة البحرية"، مشيرًا إلى أن التصنيف خطوة مهمة ولكن يجب أن يتبعها خطوات أخرى من قبيل دعم مؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والاقتصادية.

سلمان: إرهاب الحوثي أصبح يهدد العالم

في السياق ذاته، قال خالد سلمان، السياسي اليمني، إن الحوثيين جماعة إرهابية عالمية وإن التصنيف يفتح على تدابير تالية للقرار، تبدأ من تجفيف مواردهم المالية، وتنتهي بإحداث تغييرات حقيقية في خارطة الصراع.