كيف يرى الإخوان التقارب المصري التركي؟

تعيش جماعة الإخوان حالة من القلق بسبب التقارب المصري التركي

كيف يرى الإخوان التقارب المصري التركي؟
وزيرا خارجية مصر وتركيا

تعيش جماعة الإخوان الإرهابية خلال الفترة الماضية، خلافات لا تنتهي داخل صفوفها، وفى البؤرة الأهم لهم أصبح الوضع معقدا، حيث يعيش الإخوان في تركيا حالياً الارتعاش مع التقارب المصري التركي. 

وقد أثارت التهدئة التركية مع القاهرة وتعليمات السلطات التركية الجدل، حيث طرحت تساؤلات حول هل هذه الخطوة التي قد تعجل بترحيل عناصر من تنظيم الإخوان المتواجدة في تركيا خلال الفترة المقبلة. 
 
تقارب مصري تركي يثير رعب الإخوان 

ومطلع الشهر الحالي، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، للتضامن مع أنقرة عقب الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق بسوريا وتركيا،  الاتصال المصري جاء بعد المصافحة التي جرت بين الرئيسين على هامش المباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم بقطر، نوفمبر الماضي، والرئيس التركي من جانبه، شكر نظيره المصري على الاتصال الهاتفي وعلى المشاعر الطيبة. وأشار إلى أنها «تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والتركي الشقيقين»، وفقاً لبيان رسمي. 

وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة إلى تركيا بعد أعوام طويلة من توتر العلاقات، وسط تصريحات تعبّر عن الآمال بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الدولتين.

وقد استقبل وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في مطار أضنة، في أول زيارة رسمية لمسؤول مصري إلى تركيا منذ 2013، وبالتزامن مع وصول سفينة المساعدات المصرية إلى ميناء مرسين جنوبي تركيا.

وشكر تشاويش أوغلو مصر، حكومةً وشعباً، على تضامُنها مع ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في 6 فبراير، وأوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شكري أنّ مصر كانت من أوائل الدول التي بادرت في إرسال مساعدات إنسانية إلى المتضررين من الزلزال في تركيا.

وتابع: "الصداقة والأخوة تظهران في الأوقات الحرجة، ومصر حكومة وشعباً أظهرت أنّها صديقة وشقيقة لتركيا في هذه المحنة، لذا نشكرها مجدداً".

أزمات متنامية 

كما تعيش جماعة الإخوان أزمة إضافية إلى جانب جملة من الصراعات والأزمات التي يعانيها التنظيم على مدار الأعوام الماضية، أزمة جديدة تتعلق بالتقارب المصري التركي مؤخراً، الذي يضع الجماعة في قلب عاصفة تضييقات أمنية وسياسية جديدة داخل تركيا التي مثلت أكبر ملاذ آمن للتنظيم منذ سقوطه في القاهرة عام 2013.

وبالرغم من أن التصريحات الرسمية على لسان وزيري الخارجية المصري والتركي لم تتطرق بأيّ حال إلى ملف الإخوان، إلا أنّ التقديرات حول آلية تعامل أنقرة مع ملف التنظيم باتت واضحة، ويمكن قراءتها من بين السطور، من خلال تأكيدات أوغلو أنّ بلاده عازمة على تجاوز أيّ خلافات لتسريع التفاهمات مع مصر.

الصورة الأبرز في لقاء الوزيرين، الذي عقد خلال الفترة الماضية، وبعد خلاف استمر أكثر من عقد، انتشرت كالنار في الهشيم، وكانت لوزير الخارجية التركي ينظر إلى جدار يحمل صور رؤساء مصر منذ عام 1952 حتى الآن، ليس من بينهم الرئيس الإخواني المعزول في 2013 محمد مرسي، وهو ما ظهر في فيديو عرضته صفحة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية على فيسبوك.

وقد أثارت الصورة الكثير من الجدل حول الدلالات والرسالة التي أرادت القاهرة إبرازها خلال اللقاء، مفادها أنّ الجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب المصرية، ليس لها أيّ مكان في المشهد السياسي المصري، حالياً أو مستقبلاً.

وأظهر الفيديو وزير الخارجية المصري سامح شكري يتحدث إلى نظيره التركي، معرّفاً بأسماء رؤساء مصر وهم: "محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك وعدلي منصور ثم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي"، دون إشارة إلى الرئيس الإخواني، ولم يبرز الفيديو تعليقاً من جانب أوغلو.
 
تركيا تقرر إعادة ترتيب صفوفها 

ويؤكد الباحث في شؤون الإسلام السياسي، سامح عيد، أن تركيا قررت أن تعيد ترتيب أوراقها، وهذه التغيرات كانت تركيا تقترب من مصر وتصريحات إيجابية على أعلى مستوى، وفي هذا السياق استضافت القاهرة في مايو 2021 أول جولة مباحثات رسمية بين البلدين منذ 2013 برئاسة نواب وزير الخارجية ثم جولة أخرى في أنقرة في سبتمبر 2021، وكلا الجانبين خلال هذه المحادثات استعرضا موقفها من الخلافات في إطار العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية. 

وقال عيد في تصريحات خاصة للعرب مباشر: إن علاقة الإخوان حالياً بالنظام التركي ليست في أفضل أحوالها، خاصة وإن الجماعة تتدهور وتعاني من انقسامات داخلية  أكثر مع وجود الكثير من الخلافات، ولكن تركيا في نفس الوقت لن تقوم بتسليمهم إلى مصر، ولكن سيتم تحجيمهم أو إبعادهم عن أنقرة والذهاب لدول أخرى، وهو ما تقوم به الجماعة الآن حيث يبحثون عن ملاذ آمِن لهم.