مع حلول عيد الفطر المبارك، يواجه المواطنون في اليمن واقعًا إنسانيًا مأساويًا، حيث تفاقمت المعاناة بسبب الانتهاكات المستمرة من قبل مليشيات الحوثي. 

الصراع المستمر منذ عدة سنوات أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، ومع حلول العيد، لا يبدو أن الأمل في تحسن الأوضاع قريبًا.

الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحوثي خلال الأشهر الماضية شملت الهجمات على المدنيين والمرافق الصحية، إلى جانب فرض حصار خانق على بعض المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، هذه الانتهاكات أدت إلى زيادة الأزمات الإنسانية، حيث يعاني السكان من نقص شديد في المواد الغذائية والدواء، فضلًا عن تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية.

فيما يتعلق بالاستعدادات للاحتفال بالعيد، يجد العديد من اليمنيين أنفسهم غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية، حيث يواجهون صعوبة في توفير الطعام أو حتى الحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات الضرورية، كما تزداد المعاناة في المناطق التي تسيطر عليها الحوثيين، حيث تمنع المليشيات دخول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ما يزيد من معاناتهم.

المنظمات الإنسانية العالمية دعت مرارًا المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي، وتقديم الدعم العاجل للشعب اليمني، خصوصًا في هذه الظروف الصعبة التي تتزامن مع العيد، وطالب خبراء حقوق الإنسان بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة التي يواجه فيها المواطنون ظروفًا قاسية.

ومع قرب حلول العيد، ما يزال اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه؛ مما يجعل الفرحة بهذا العيد بعيدة المنال عن غالبية السكان الذين يعانون من ويلات الحرب المستمرة.

وأكد المحلل السياسي اليمني أحمد جباري، أن الانتهاكات المستمرة من قبل مليشيات الحوثي قد عمقت المعاناة الإنسانية في اليمن، خاصة مع دخول عيد الفطر. 

وقال جباري -في تصريح للعرب مباشر-: إن الحرب المستمرة والانتهاكات الحوثية زادت من تفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد؛ مما جعل الشعب اليمني يواجه تحديات كبيرة في تأمين احتياجاته الأساسية خلال هذه الفترة.

وأضاف جباري: "مع حلول العيد، يجد اليمنيون أنفسهم في وضع مأساوي، فبينما كان العيد وقتًا للفرح والاحتفال، أصبح اليوم زمنًا للمعاناة بسبب الانتهاكات الحوثية المستمرة، التي تشمل الهجمات على المدنيين، الحصار على بعض المناطق، وتدمير البنية التحتية، مما يعطل قدرتهم على تلبية احتياجاتهم اليومية".

وأشار جباري، أن "الضغوط العسكرية والسياسية التي تمارسها مليشيات الحوثي على المناطق التي تسيطر عليها تساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يتم منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المحتاجين، وتستمر أسعار المواد الأساسية في الارتفاع بشكل غير معقول".

وطالب جباري المجتمع الدولي بمزيد من التحرك لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، ودعم جهود الحل السلمي في اليمن. 

كما شدد على أهمية الضغط على الحوثيين لوقف الانتهاكات وضمان حقوق المدنيين في جميع مناطق اليمن، ليتمكن الشعب اليمني من الاستمتاع بحياة أفضل، بما في ذلك الاحتفال بعيد الفطر في ظل ظروف إنسانية لائقة.