تدهور إدراكي محتمل لترامب.. هل أصبح نشر السجلات الطبية ضرورة؟
تدهور إدراكي محتمل لترامب.. هل أصبح نشر السجلات الطبية ضرورة؟
تتزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر في 5 نوفمبر المقبل، وبينما يواصل المرشح الجمهوري حملته الانتخابية، يبقى الغموض يحيط بسجلاته الطبية، ما أثار تساؤلات حول صحته الجسدية والعقلية، خاصة في ضوء تقدمه في السن.
وعلى الرغم من أن ترامب أكد في أغسطس الماضي، أنه "سيكون سعيدًا" بنشر سجلاته الطبية، إلا أن حملته لم تقدم أي معلومات جديدة حتى الآن، وهو ما يثير شكوكًا لدى الناخبين.
هذه التساؤلات تأتي في وقت نشرت فيه منافسته، كامالا هاريس، سجلاتها الطبية بشفافية، مما يزيد من الضغوط على ترامب، الجدل حول صحته لا يتوقف عند الناحية البدنية فقط، بل يتعدى ذلك إلى صحته الإدراكية، خصوصًا مع اتهامات من خبراء طبيين تشير إلى احتمالية تدهور قدراته الذهنية، ورغم أن الإفصاح عن السجلات الطبية ليس إلزاميًا، إلا أن مجموعة من المتخصصين دعوا ترامب إلى مزيد من الشفافية، وهو ما يجعل السجلات الطبية نقطة حاسمة قد تؤثر على حملته الانتخابية بشكل كبير.
*تصاعد المطالب*
مع مرور الوقت وتزايد الضغط على دونالد ترامب للكشف عن حالته الصحية، ما تزال حملته الانتخابية غير قادرة على تقديم أي معلومات طبية جديدة.
في المقابل، قامت منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بنشر سجلاتها الصحية كاملة، مما دفع العديد من الناخبين والمتخصصين الطبيين للمطالبة بضرورة أن يتبع ترامب النهج نفسه.
هذا الضغط المتزايد يأتي نتيجة القلق من الحالة البدنية والإدراكية لترامب، الذي يبلغ من العمر 78 عامًا، مما يجعله أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة إذا فاز في الانتخابات المقبلة.
*القلق حول الصحة الإدراكية لترامب*
على الرغم من أن طبيب البيت الأبيض السابق جيفري كولمان، أكد أن ترامب يبدو في صحة جيدة بالنسبة لعمره، حيث لم يعانِ من مشكلات جسدية كبيرة، إلا أن المخاوف الرئيسية تتعلق بقدرته الإدراكية.
كولمان أشار إلى أن ترامب يُظهر علامات على تدهور إدراكي مرتبط بالتقدم في السن، وهو ما قد يؤثر على قراراته المستقبلية كرئيس.
هذه المخاوف تعززت مع تزايد التقارير الطبية التي تشير إلى أن والده، فريد ترامب، تم تشخيصه بالخرف في وقت متأخر من حياته، مما يزيد من احتمالية أن يكون ترامب عرضة لتدهور إدراكي مماثل.
*عامة وغامضة*
حملة ترامب حاولت الرد على هذه التساؤلات عبر نشر تقارير محدودة من طبيبه الشخصي، وذكر تقرير من النائب روني جاكسون، الطبيب السابق لترامب، حول تعافيه من محاولة اغتيال سابقة.
ومع ذلك، اعتبر العديد من المحللين أن هذه المعلومات غير كافية ولا تعكس الحالة الصحية الحقيقية للمرشح الرئاسي. حتى أن كولمان نفسه وصف المعلومات بأنها "عامة وغامضة"، مطالبًا بنشر تفاصيل دقيقة مثل مؤشر كتلة الجسم، ضغط الدم، ونتائج فحوصات القلب.
*ترامب يواصل مهاجمة بايدن بشأن العمر*
منذ بداية حملته، دأب ترامب على مهاجمة الرئيس الحالي جو بايدن بسبب عمره المتقدم، ووصفه بأنه غير لائق للخدمة الرئاسية.
ومع ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي أن قضية العمر أصبحت محورية في هذه الانتخابات، حيث يعرب العديد من الناخبين عن قلقهم من تقدم كل من ترامب وبايدن في السن.
ورغم انسحاب بايدن من السباق الرئاسي في يوليو الماضي، إلا أن النقاش حول صحة ترامب ما يزال يتصدر المشهد السياسي، خاصة مع استمرار حملته في تجاهل مطالب الإفصاح عن السجلات الطبية.
*آراء الأطباء*
في إطار الجدل الدائر حول حالة ترامب الصحية، أكد بن مايكلز، وهو طبيب نفسي سريري، أن هناك تراجعًا ملحوظًا في نوعية خطاب ترامب وطريقة تفكيره، معتبرًا أن هذه التغييرات قد تكون مرتبطة بتدهور إدراكي طبيعي ناتج عن العمر. ورغم هذه التقييمات، يشير مايكلز إلى أن شخصية ترامب الاستعراضية وقدرته على جذب المشاهدين قد تغطي على هذه الأعراض لدى بعض الناخبين، لكن الأمر يبقى مصدر قلق حقيقي بالنظر إلى المسؤوليات التي قد تقع على عاتق الرئيس القادم.
خلال الساعات الأخيرة، تصاعدت الضغوط على ترامب بعد نشر تقارير طبية حديثة تشير إلى احتمالية تزايد مخاطر الإصابة بالخرف في حال فوزه بالانتخابات.
كما انتشرت تصريحات من بعض مساعديه السابقين تعزز الشكوك حول حالته العقلية، حيث تحدثوا عن لحظات من الارتباك والتشتت الذهني خلال لقاءات خاصة.
هذه التطورات زادت من حدة النقاشات حول قدرة ترامب على تولي المنصب الرئاسي مجددًا، خاصة مع تزايد التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.