مخاوف من اندلاع أعمال عنف بعد الانتخابات الأميركية إذا خسر ترامب

مخاوف من اندلاع أعمال عنف بعد الانتخابات الأميركية إذا خسر ترامب

مخاوف من اندلاع أعمال عنف بعد الانتخابات الأميركية إذا خسر ترامب
ترامب

في ظل أجواء سياسية مشحونة وانتخابات قريبة قد تكون الأكثر حسمًا في تاريخ الولايات المتحدة، تتجدد المخاوف من أن خسارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد تفتح الباب أمام احتجاجات عنيفة، حيث تشير تجارب الماضي إلى أن رفض ترمب قبول الهزيمة قد يؤدي إلى احتجاجات واسعة النطاق، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات مشابهة لما حدث بعد انتخابات 2020.

*لا يعترف بالهزيمة*

تترقب الولايات المتحدة انتخابات قد تشهد عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكن المخاوف تتزايد من أن خسارته المتوقعة قد تشعل أعمال عنف جديدة.

فخلال انتخابات 2020، رفض ترمب الاعتراف بخسارته أمام الرئيس الحالي جو بايدن؛ مما أدى إلى اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، في محاولة لمنع الكونغرس من المصادقة على نتائج الانتخابات.

هذا التوتر الانتخابي لم يكن حادثًا استثنائيًا، إذ أن رفض ترامب للنتائج كان سمة دائمة في حياته السياسية، ففي عام 2016، عندما حلّ ثانيًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في أيوا، اتهم السيناتور تيد كروز بالاحتيال ودعا إلى إعادة المنافسة.

وعندما ترشح أمام هيلاري كلينتون لاحقًا، زعم ترمب أن الانتخابات "مزورة" حتى قبل إعلان فوزه، ورفض مرارًا الالتزام بالاعتراف بالنتيجة إذا لم يكن الفائز.

*تكرار سيناريو 2020؟*

السنوات الأربع التي قضاها بايدن في البيت الأبيض لم تكن كافية لإقناع ترمب بالاعتراف بخسارته في انتخابات 2020. 

واليوم، ومع اقتراب الانتخابات الجديدة، يواصل ترامب رفضه التأكيد على قبوله لنتائج الانتخابات القادمة دون شروط.

 في مقابلة حديثة مع صحيفة «ميلووكي جورنال سنتينل»، كرر ترمب ادعاءاته بأنه فاز في ولاية ويسكونسن خلال انتخابات 2020، رغم أن بايدن فاز بها بفارق 21 ألف صوت.

ترمب ألقى بظلال الشك مجددًا على نزاهة الانتخابات المقبلة، قائلًا: "إذا كان كل شيء صادقًا، سأقبل النتائج بكل سرور. لكن إذا لم يكن كذلك، فعليك أن تقاتل من أجل حق البلاد".

هذه التصريحات تزيد من مخاوف الأميركيين من اندلاع احتجاجات عنيفة إذا لم تسفر الانتخابات عن نتائج تلبي طموحات ترمب وأنصاره.

*هاريس تنتقد وتندد*

بدورها، نددت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس بتصريحات ترامب التي تعزز ثقافة عدم القبول بالنتائج. وقالت الحملة: إن "ترمب يعد بالحكم كديكتاتور من اليوم الأول"، مشيرة إلى تهديده باستخدام الجيش ضد الشعب الأميركي ومعاقبة خصومه السياسيين.

وأضافت الحملة، أن ترمب يشكل تهديدًا خطيرًا للديمقراطية الأميركية، متوقعة أن الأميركيين سيرفضون مجددًا تطرفه في الانتخابات المقبلة.

في المناظرة الأولى بين هاريس وترمب، والتي جرت في 10 سبتمبر الماضي، رفض ترمب مرة أخرى الاعتراف بهزيمته في انتخابات 2020.

ورغم مواجهته اتهامات جنائية بالضغط على مسؤولي الانتخابات لإلغاء النتائج، يظل متمسكًا بروايته القديمة بأنه "خسر بفارق ضئيل" في الانتخابات السابقة.

*الاستطلاعات: تقارب ومخاوف*

تشير الاستطلاعات إلى تقارب شديد بين هاريس وترامب في الولايات السبع المتأرجحة: أريزونا، بنسلفانيا، جورجيا، ويسكونسن، ميشيغان، نيفادا، ونورث كارولاينا.

هذا التقارب يعزز المخاوف من أزمة شرعية إذا جاءت النتائج بفارق ضئيل لصالح أحد الطرفين. في ظل هذا المشهد، يظهر أن نسبة كبيرة من الجمهوريين يبدون استعدادهم لرفض النتائج إذا خسر ترمب، وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة "جونز هوبكنز" في أغسطس الماضي، حيث اعتبر ثلث الجمهوريين أن اللجوء إلى العنف قد يكون خيارًا إذا خسر ترمب.

وفي مسح آخر أجرته وكالة "أسوشييتد برس"، تبيّن أن 60% من الجمهوريين يعتقدون أن ترمب هو المصدر الأكثر موثوقية للحصول على معلومات حول نتائج الانتخابات، متفوقًا بذلك على وسائل الإعلام الوطنية والمحلية.

*الدعوات الجمهورية للتهدئة*

في محاولة لتخفيف المخاوف من وقوع أعمال عنف، وقّع عدد من النواب الجمهوريين على رسالة تعهدوا فيها بالاعتراف بنتائج الانتخابات المقبلة، بغض النظر عن الفائز.

 قاد هذا الجهد كل من النائب الديمقراطي جوش غوتهايمر والجمهوري دون بيكون، ووقّع على الرسالة عدد من الجمهوريين البارزين مثل براين فيتزباتريك ومايك لولير.

هذه الدعوة للتهدئة تأتي وسط ضغوط متزايدة على الحزب الجمهوري لضمان مرور الانتخابات بشكل سلمي.

بالرغم من المخاوف من العنف، لا تستبعد بعض التحليلات أن تشهد الولايات المتحدة احتجاجات سلمية في حال فوز ترمب، على غرار ما حدث عقب انتخابات 2016، حيث خرجت مظاهرات واسعة للتعبير عن رفض ترمب، لكنها كانت خالية من العنف إلى حد كبير، هذه المظاهرات قد تكون تعبيرًا عن رفض السياسات التي يتبناها ترمب وتخوفات من إعادة حكمه، لكنها تبقى سلمية ما لم تتفاقم الأوضاع.