هاريس تتفوق.. هل يكفي دعم أغنى رجل في العالم لإنقاذ ترامب؟

هاريس تتفوق.. هل يكفي دعم أغنى رجل في العالم لإنقاذ ترامب؟

هاريس تتفوق.. هل يكفي دعم أغنى رجل في العالم لإنقاذ ترامب؟
ترامب

في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا تدور المنافسة فقط حول التصويت الشعبي أو المناظرات التلفزيونية، بل هناك معركة مالية شرسة تجري خلف الكواليس، بينما يحظى دونالد ترامب بدعم عدد من أصحاب المليارات، وعلى رأسهم إيلون ماسك، فإن نائبة الرئيس كامالا هاريس تتصدر سباق التبرعات، جامعة أموالًا هائلة من الشركات التكنولوجية الكبرى، فهل يشكل دعم أغنى رجل في العالم فارقًا كافيًا لمساعدة ترامب على سد الفجوة المالية؟

*الدعم المالي لترامب* 

في خضم سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2024، يبرز المال كعامل أساسي في تحديد مسار السباق، حيث يعتمد المرشحون على تمويل حملاتهم من خلال تبرعات الأفراد والشركات واللجان السياسية.

في حالة دونالد ترامب، تبرع ثلاثة من أصحاب المليارات – إيلون ماسك، وميريام أديلسون، وديك أوهلين – بمبلغ إجمالي يقدر بـ220 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفقًا للإيداعات الرسمية لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية. هذا الرقم يشكل دفعة قوية لحملة الرئيس السابق، الذي يسعى لاستعادة منصبه داخل البيت الأبيض.

تبرعات ماسك وحدها كانت الأكثر لفتًا للانتباه، حيث قدم 75 مليون دولار للجنة العمل السياسي الجمهورية التي تدعم ترامب.

هذه التبرعات قُسمت على مدى ثلاثة أشهر: 15 مليون دولار في يوليو، و30 مليون في أغسطس، و30 مليون أخرى في سبتمبر. وعلى الرغم من هذه الأرقام الكبيرة، إلا أن حملة ترامب ما تزال تعاني من فجوة مالية مقارنة بمنافسته الديمقراطية، كامالا هاريس.

*العملات الرقمية* 

الأمر الأكثر إثارة في حملة ترامب هو اعتمادها على العملات الرقمية كجزء من مصادر التمويل. فقد جمعت لجنة العمل السياسي الداعمة لترامب حوالي 7.5 مليون دولار من العملات المشفرة مثل البيتكوين والإيثر، بالإضافة إلى العملات المستقرة مثل "Tether" و"USDC".

هذه الخطوة تمثل تغييرًا كبيرًا في موقف ترامب، الذي كان قد عبر عن تحفظات تجاه العملات الرقمية خلال فترة رئاسته. لكن مع اقتراب الانتخابات، يبدو أن ترامب يضع رهاناته على هذه التقنية المالية الجديدة في محاولة لجذب مجتمع العملات الرقمية.

*كامالا هاريس تتصدر مشهد التبرعات* 

على الجانب الآخر، تمكنت كامالا هاريس من بناء قاعدة مالية قوية لحملتها الانتخابية. خلال الأشهر الثلاثة الماضية، جمعت لجنتها الانتخابية ما يقرب من 633 مليون دولار، وهو ما يعادل أربعة أضعاف ما جمعته لجان ترامب المماثلة. 

اللافت للنظر أن جزءًا كبيرًا من هذه التبرعات جاء من الشركات التكنولوجية الكبرى.

العاملون في أمازون ومايكروسوفت وألفابيت (الشركة الأم لجوجل) كانوا من أكبر المساهمين في حملة هاريس. كما أن ريد هاستينغز، مؤسس نتفليكس، تبرع بمبلغ 7 ملايين دولار لدعمها.

هذا التمويل الهائل منح حملة هاريس القدرة على الإنفاق بسخاء على الإعلانات التلفزيونية. وفقًا لتحليل أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن ثلث الإعلانات التي بثتها حملة هاريس في الولايات المتأرجحة كانت مدتها 60 ثانية، وهي مدة أطول بكثير من إعلانات ترامب التي كانت مدتها 30 ثانية فقط. 

هذه الإعلانات الطويلة تعتبر خطوة غير معتادة في الحملات الانتخابية، لكنها تعكس الثقة المالية لحملة هاريس وقدرتها على الوصول إلى الناخبين بطريقة أعمق وأكثر تأثيرًا.

*دعم ماسك.. هل يشكل فارقًا لترامب؟* 

رغم أن إيلون ماسك يعد أحد أكبر داعمي ترامب في السباق الرئاسي، إلا أن التساؤلات تظل قائمة حول ما إذا كان هذا الدعم المالي سيشكل فارقًا حاسمًا في النتيجة النهائية.

 ماسك، الذي يمتلك منصة "إكس" (تويتر سابقًا) ويدير شركة تسلا، أظهر دعمًا كبيرًا لترامب على المستوى الشخصي والمالي. في يوليو الماضي، انضم ماسك إلى ترامب على خشبة المسرح خلال تجمع في بتلر بولاية بنسلفانيا، بعد أن نجا ترامب من محاولة اغتيال.

كما أن ماسك لم يكتف فقط بالتبرع المالي، بل استخدم منصته "إكس" لتكون بمثابة منبر سياسي داعم لترامب، حيث تزداد التغطية الإعلامية المؤيدة له عبر المنصة. مع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن هاريس ما تزال تتصدر المشهد الانتخابي، على الرغم من الدعم المالي الكبير الذي يتلقاه ترامب.

*تحديات ترامب المالية* 

على الرغم من تدفق الأموال من المليارديرات والعملات الرقمية، ما شاء تزال هناك بعض الإشارات السلبية لحملة ترامب. من أبرز هذه التحديات هو تراجع نسبة التبرعات الصغيرة (أقل من 200 دولار) مقارنة بالسباق الانتخابي لعام 2020. 

وفقًا لتحليل وكالة "أسوشيتد برس"، فإن أقل من ثلث المساهمات في حملة ترامب جاءت من متبرعين صغار، بينما كانت النسبة تصل إلى نصف التبرعات خلال الفترة ذاتها في السباق الرئاسي السابق. 

هذا التراجع قد يشير إلى انخفاض في دعم القاعدة الشعبية لترامب، وهو ما قد يؤثر على قدرته على المنافسة بشكل فعال في المرحلة النهائية من الانتخابات.