أرقام غزة المفزعة.. طفولة تُدفَن تحت أنقاض الحرب
أرقام غزة المفزعة.. طفولة تُدفَن تحت أنقاض الحرب

في قلب الصراع الدامي الذي تشهده غزة، يبرز وجه آخر للحرب، وجهٌ لا يحمل سلاحًا ولا يشارك في المعارك، لكنه يدفع الثمن الأبشَع، الأطفال.
وفقًا لتقارير أممية صادرة مؤخرًا، تجاوز عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قضوا جراء الحرب في غزة 13 ألف طفل، بينما أصيب نحو 25 ألفًا آخرين بينهم آلاف الحالات الخطرة وشديدة الخطورة، بالإضافة إلى نقل أكثر من 25 ألف طفل إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد.
هذه الأرقام الصادمة ليست مجرد إحصاءات، بل هي قصص حياة مُجهَضة، وطفولة ضائعة ومستقبل يُدفَن تحت أنقاض الدمار في حرب بشعة لم تضع أوزارها حتى الآن رقم قرار وقف إطلاق النار.
*الأرقام تصرخ*
تشير البيانات الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة، أن أكثر من 13 ألف طفل فلسطيني لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب في غزة، وهو ما يمثل نحو ثلث إجمالي الضحايا الذين تم التعرف على هوياتهم حتى الوقت الراهن.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فإن عدد الجثث التي تم التعرف عليها بلغ 40,717 جثة، منها 13,319 جثة لأطفال.
هذه الأرقام ليست مجرد أرقام، بل هي شهادات صامتة على فظاعة الحرب التي لا تميز بين مقاتل وطفل بريء.
*إصابات وسوء تغذية.. معاناة مستمرة*
إلى جانب القتلى، فإن الحرب تسببت في إصابة نحو 25 ألف طفل، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
كما تم نقل أكثر من 25 ألف طفل آخرين إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، الذي تفاقم بسبب الحصار المفروض على القطاع ونقص الإمدادات الغذائية والدوائية.
تقول نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد: إن ما يقرب من 19 ألف طفل تم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية في الأشهر الأربعة التي سبقت ديسمبر 2023.
هذه الأرقام تكشف عن أزمة إنسانية متصاعدة، حيث يعاني الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها في ظروف طبيعية.
*الأيتام والانفصال عن الأهل.. جيل بلا مأوى*
أضافت الأمم المتحدة، أن الآلاف من الأطفال في غزة أصبحوا أيتامًا أو تم فصلهم عن ذويهم خلال الحرب التي استمرت 15 شهرًا.
هؤلاء الأطفال، الذين فقدوا أسرهم ودعمهم العاطفي والمادي، يواجهون مستقبلًا غامضًا في ظل انهيار البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية في القطاع.
تقول ياسمين شريف، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة العالمي "التعليم لا ينتظر": إن 650 ألف طفل في سن المدرسة حرموا من التعليم بسبب الدمار الواسع الذي طال المدارس والمرافق التعليمية.
بالإضافة إلى الخسائر المادية، فإن الحرب تترك وراءها تداعيات نفسية عميقة على الأطفال الناجين. العديد منهم يعانون من صدمات نفسية حادة نتيجة مشاهد العنف والدمار التي عايشوها.
تقول منظمات إنسانية: إن الأطفال في غزة يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، وهي حالات تتطلب تدخلات نفسية واجتماعية عاجلة لمساعدة هؤلاء الأطفال على التعافي وإعادة بناء حياتهم.
*نداءات دولية.. حماية الأطفال أولوية*
في ظل هذه الأوضاع المأساوية، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية نداءات عاجلة لوقف إطلاق النار وحماية الأطفال في غزة.
قال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريكي: إن "غزة هي أخطر مكان في العالم يمكن أن يكون فيه الطفل".
وأضاف: أن أطفال غزة لم يختاروا هذه الحرب، لكنهم يدفعون الثمن الأكبر.
هذه النداءات تهدف إلى لفت انتباه المجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء معاناة الأطفال في المنطقة.