صفعة لتنظيم الإخوان.. رئيسا تركيا ومصر تغلبان المصالح على الخلافات
رئيسا تركيا ومصر تغلبان المصالح على الخلافات
في زيارة تاريخية، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، الأربعاء، للقاء نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعد هذه الزيارة، التي وصفها مراقبون بأنها صفعة لتنظيم الإخوان، نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، التي شهدت توترًا وانقطاعًا منذ عام 2013، عندما أطاحت ثورة شعبية بحكم التنظيم في مصر، واستقبلت تركيا قياداته وأنصاره.
تحسين العلاقات وتنشيط التعاون
وفقًا لبيان الرئاسة التركية، سيناقش الرئيسان الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والدفاع.
كما سيتبادلان وجهات النظر حول القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية في القطاع.
ويأتي هذا اللقاء بعد سلسلة من المشاورات السياسية والأمنية والاستخباراتية بين الجانبين، التي بدأت في مارس 2021، وهدفت إلى تحقيق المصالحة والتقارب بين البلدين.
مسألة الإخوان انتهت
وفيما يتعلق بتأثير الزيارة على علاقة تركيا بتنظيم الإخوان، أشار المحلل السياسي التركي حيدر تشاكماك، إلى أن علاقة النظام التركي بالإخوان أصبحت من الماضي، ولن تعود في الحاضر أو في المستقبل.
وقال تشاكماك لـ"العرب مباشر": إن مسألة الإخوان انتهت منذ فترة طويلة، لأن ما كانت تطلبه مصر من تركيا في هذا الملف استجابت له الأخيرة بشكل كبير، مضيفًا أن مباحثات الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والمصري عبدالفتاح السيسي، لن يكون هناك حديث عن الإخوان، بل الحديث حول كل ما يوطد العلاقات بين البلدين، ويعزز من العلاقات الاقتصادية والعسكرية والتجارية.
ضربة موجعة
ومن جانبه، وصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الزيارة تمثل ضربة موجعة لتنظيم الإخوان، موضحًا إن الزيارة "تفند عمليًا كل محاولات التنظيم الهدامة، التي انتشرت خلال السنوات العشر الماضية، حيث كانوا يسعون إلى زرع الفتنة بين مصر وتركيا، وتعطيل العلاقات بينهما".
وأوضح فهمي لـ"العرب مباشر"، أن زيارة أردوغان ومقابلة الرئيس السيسي تبرز أهمية دور مصر ومنزلتها ومنزلة قيادتها في المنطقة، وهو ما يضع الإخوان في موقف الخاسر والمقصر في فهم الأحداث والحقائق كما يجب فهمها، مضيفًا: الإخوان الآن في ورطة كبيرة، فإما أن يقبلوا الواقع ويتأقلموا معه، ويحترموا الشعب المصري وإرادته، ويتنازلوا عن العنف والإرهاب والتحريض، أو أن يتحملوا مصيرهم اللازم، وهو الهجرة والتفرق والانهيار.
وختم النجار حديثه بالقول: "الزيارة تعكس الحكمة والرؤية السياسية للرئيسين السيسي وأردوغان، اللذين تخطيا الخلافات والمشاكل التي عطلت العلاقات بين البلدين في الماضي، ووضعا مصلحة شعبيهما وأمنهما واستقرارهما فوق كل اعتبار".