الحوثي يتلقى ضربات قاسية.. خسائر بشرية ومادية في اليمن وسط تكثيف الضغوط الدولية
الحوثي يتلقى ضربات قاسية.. خسائر بشرية ومادية في اليمن وسط تكثيف الضغوط الدولية
شهدت جماعة الحوثي في اليمن تصاعدًا في حجم الخسائر البشرية والمادية مؤخرًا، في ظل ضربات موجعة نفذتها القوات الحكومية والتحالف الدولي الداعم لها.
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإيجاد حل للأزمة اليمنية؛ مما يعزز فرص إضعاف الجماعة التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد.
تصعيد عسكري وخسائر ميدانية
وأفادت مصادر عسكرية يمنية، بأن العمليات الأخيرة التي نفذتها قوات الجيش اليمني مدعومة بغارات جوية مكثفة من التحالف العربي أدت إلى تدمير عدد كبير من المعدات العسكرية للحوثيين، بما في ذلك دبابات ومدرعات.
كما تكبدت الجماعة خسائر بشرية كبيرة، مع تقارير عن مقتل وجرح العشرات من مقاتليها في جبهات مأرب والحديدة وتعز.
الضغوط الدولية على الحوثيين
من جهة أخرى، كثّفت القوى الدولية ضغوطها على جماعة الحوثي لإنهاء الحرب التي أسفرت عن أكبر أزمة إنسانية في العالم، وفق توصيف الأمم المتحدة.
وشملت هذه الضغوط فرض عقوبات على قادة بارزين في الجماعة، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة الدولية على تهريب الأسلحة إليها.
تداعيات داخلية
في الداخل اليمني، تزايدت حالة التململ الشعبي ضد الحوثيين بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ووفق تقارير محلية، تواجه الجماعة صعوبات في تجنيد مقاتلين جدد بسبب تصاعد الخسائر الميدانية وارتفاع أعداد القتلى.
مستقبل الجماعة تحت المجهر
يبدو أن الحوثيين يواجهون أصعب مراحلهم منذ بدء الصراع في اليمن. فالخسائر المتكررة وضعف الدعم الشعبي، إلى جانب الضغوط الدولية والإقليمية، تضعهم أمام تحديات وجودية قد تُفضي إلى تغييرات جوهرية في مسار الأزمة اليمنية.
حذر المحلل اليمني عبدالله العليمي من تصاعد تهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة نتيجة حرب غزة.
وأشار العليمي، أن الحوثيين يحاولون استغلال الأوضاع الإقليمية لتحقيق مكاسب ميدانية وسياسية، معتبراً أن ارتباط الجماعة بمحور إقليمي يسعى إلى تصعيد الأزمات في المنطقة يجعلهم أداة في صراع أوسع.
الحوثيون وتحركاتهم العسكرية الأخيرة
وأكد العليمي - في تصريح للعرب مباشر-، أن "الخسائر المتتالية التي يتكبدها الحوثيون في الداخل دفعتهم لتوسيع نطاق تهديداتهم خارج الحدود اليمنية".
وتابع: "استهدافهم للسفن التجارية في البحر الأحمر يكشف عن استراتيجية تعتمد على زعزعة الأمن البحري كوسيلة للضغط على المجتمع الدولي".
وأوضح، أن هذه التحركات تأتي بعد تلقي الجماعة ضربات قاسية على مستوى قواتها ومعداتها، مما جعلها تلجأ إلى تكتيكات غير تقليدية تشمل استهداف الممرات البحرية الدولية.
ارتباط الأزمة بحرب غزة
وفي سياق متصل، لفت العليمي إلى أن الحوثيين يحاولون ربط تحركاتهم بالصراعات الإقليمية، مشيرًا إلى إعلانهم المتكرر عن دعمهم لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال: "الجماعة تحاول تقديم نفسها كلاعب إقليمي يدعم محور المقاومة، ولكن في الواقع هذه التحركات تزيد من تعقيد الأزمة اليمنية وتخلق تهديدات إضافية للملاحة الدولية".
المجتمع الدولي ودوره في وقف التصعيد
ودعا العليمي المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حازمة للحد من تهديدات الحوثيين المتصاعدة، قائلاً: "إن استهداف الحوثيين للملاحة الدولية لا يُعدّ مسألة يمنية داخلية فقط، بل هو تهديد مباشر للاقتصاد العالمي، ويتطلب استجابة فورية".
الحوثيون في مواجهة ضغوط متعددة
واختتم العليمي حديثه بالإشارة أن الضغط العسكري المتزايد على الحوثيين، بالإضافة إلى العقوبات الدولية والرفض الشعبي داخل اليمن، يضعهم في موقف ضعيف.
وأضاف: "التوترات الإقليمية قد تُستخدم كذريعة لتبرير تحركات الجماعة، لكن أي تصعيد سيؤدي في النهاية إلى تضييق الخناق عليها ويقرب من نهايتها سياسيًا وعسكريًا".
وأكد المحلل، أن الحل يكمن في تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لدعم استقرار اليمن وتأمين الممرات البحرية، بالإضافة إلى دفع جميع الأطراف نحو حل سياسي يضمن إنهاء معاناة الشعب اليمني المستمرة.