وفود أمنية من 3 دول إلى لبنان لمنع الحرب الشاملة.. هل تنجح في سعيها

وفود أمنية من 3 دول إلى لبنان لمنع الحرب الشاملة.. هل تنجح في سعيها

وفود أمنية من 3 دول إلى لبنان لمنع الحرب الشاملة.. هل تنجح في سعيها
حرب لبنان

شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا متزايدًا خلال شهر سبتمبر 2024، حيث تخللت الأيام الماضية سلسلة من الضربات المتبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي؛ مما ألقى بظلاله على الأوضاع الأمنية في المنطقة، حيث تلوح في الأفق "الحرب الشاملة" بين الطرفين.

وقد أطلق حزب الله قذائف وصواريخ نحو مواقع إسرائيلية، وكذلك كان هناك ضربات عسكرية من قبل الجيش الإسرائيلي الذي قام بقصف أهداف تابعة للحزب في جنوب لبنان، التصعيد لم يقتصر على تبادل القذائف، بل شمل أيضًا عمليات جوية مكثفة ما أسفر عن وقوع إصابات بين المدنيين في الجانبين.

تحذيرات وزيارة ثلاثية

خلال هذا التصعيد، كانت هناك تحذيرات من تصاعد حدة التوتر في المنطقة، حيث أغلقت السلطات الإسرائيلية المدارس والمؤسسات التعليمية في المناطق الحدودية، وأعلنت حالة الطوارئ في عدة مدن شمالية مثل حيفا وناصرة، تحسبًا لمزيد من الهجمات.

بدأت دول في التحرك دبلوماسيًا لمنع توسع المواجهات إلى حرب شاملة، وتم الكشف حول إن هناك وفد أمني وعسكري فرنسي رفيع المستوى وصل إلى بيروت مساء الأحد، والتقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ونقل رسالة من الجانب الإسرائيلي مفادها أن تل أبيب لا تريد الحرب.

الوفد طلب الضغط على حزب الله للتراجع ووقف عملياته والقبول بحل دبلوماسي، كما ينتظر أن يصل غدًا وفد استخباري تركي ـ قطري إلى لبنان لعقد لقاءات مكثفة مع حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري بهدف التوصل إلى حل وتجنب الحرب.

إسرائيل تفتح أبواب "حرب جديدة"

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قد أعلن أن إسرائيل تفتح مرحلة جددة من الحرب مع تحريك مركز الثقل نحو الشمال.

وقال غالانت في قاعدة لسلاح الجو إن: "مركز الثقل يتحرك نحو الشمال من خلال تحويل الموارد والقوات".

على الصعيد السياسي، تباينت ردود الأفعال بين الأحزاب الإسرائيلية، بعض القادة العسكريين دعوا إلى تعزيز العمليات العسكرية لضمان أمن الحدود، بينما حذر آخرون من تبعات التصعيد على الاستقرار الداخلي، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والاجتماعية في إسرائيل.

من جانبها، دعت الحكومة اللبنانية إلى وقف الغارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الضربات أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين، بما في ذلك أطفال.

 وأثارت هذه الغارات انتقادات من المنظمات الدولية، التي طالبت بضرورة تجنب استخدام القوة المفرطة والبحث عن حلول سلمية للنزاع.

ويقول الباحث السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي: إن التصعيد الحالي بين حزب الله وإسرائيل خطيراً للغاية، خاصة بعد تحول ما يحدث في قطاع غزة الى حرب ضعيفة المدى؛ مما يضع نتنياهو أمام أزمة كبرى داخلية، وكذلك حسن نصر الله الذى خسر الكثير من قادة الحزب مؤخراً؛ مما يضع الحزب في موقف الخسارة، وكذلك الدعم الإيراني الذي بات محدود للغاية في ظل الضربات.

وأكد فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل يأتي في وقت حساس جدًا للمنطقة، وإذا استمر هذا التوتر، فقد يؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق. 

إسرائيل تسعى لإظهار قوتها العسكرية، لكنها تدرك جيدًا أن التصعيد المطول سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد والوضع الداخلي، الحل العسكري وحده لن يكون كافيًا لاحتواء الوضع، وهناك حاجة إلى حلول دبلوماسية عاجلة، ولذلك نرى دخول عدد من الوفود نحو التفاوض مع حزب الله في لبنان.