مدير المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تتعرض لكارثة إنسانية بسبب تواصل القصف الإسرائيلي
أكد مدير المنظمات الأهلية الفلسطينية أن غزة تتعرض لكارثة إنسانية بسبب تواصل القصف الإسرائيلي
يعاني أكثر من مليون ونصف نازح يعيشون داخل مراكز الإيواء من مراكز صحية ومدارس وجامعات منتشرة في قطاع غزة من ظروف إنسانية صعبة، بعد ظهور أمراض معدية وخطيرة على شريحة واسعة من النازحين، في ظل انعدام النظافة داخل المراكز التي تشهد تكدسا خطيرا بأعداد المواطنين الوافدين إليها.
الوضع خطير ويأتي ذلك مع استمرار حالة النزوح القسري لسكان مدينة غزة إلى جنوب القطاع، مع تواصل الجيش حتى خلال أيام الهدنة الماضية بث رسائل هاتفية وإلقاء المناشير على سكان المناطق الشمالية، يطالبهم من خلالها بالتوجه نحو جنوب القطاع.
ويزداد خطر تفشي الأمراض مع صعوبة وفرة مياه الشرب الصالحة التي باتت مفقودة داخل قطاع غزة، نتيجة توقف محطات التحلية عن العمل منذ بداية الحرب، بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الوقود الخاص بتشغيل المولدات الكهربائية البديلة، ولجوء المواطنين إلى شرب مياه الآبار الملوثة، والتي زادت من تفشي الأمراض المنقولة عن طريق المياه، بالإضافة إلى صعوبة توفر أدوية داخل المستشفيات ولا حتى الصيدليات، نتيجة توقف الإمدادات الطبية بفعل الإغلاق المتواصل للمعابر مع قطاع غزة، ونفاد أصناف كبيرة من الأدوية من داخل المستودعات.
وقالت منظمة الصحة العالمية: إنها تشعر بقلق بالغ من انتشار الأمراض في قطاع غزة، حيث تسبب القصف المستمر منذ أسابيع في تكدس السكان في الملاجئ مع نقص شديد في الغذاء والمياه النظيفة.
وأشارت المنظمة إلى أنه جرى رصد أكثر من 70 ألف حالة عدوى تنفسية حادة بين النازحين، وما يقارب من 44 ألف حالة إسهال في مختلف مناطق قطاع غزة، ويزداد القلق مع استمرار نزوح السكان نحو مراكز الإيواء.
مخطط إسرائيل
يقول الدكتور أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: إن الوضع في غزة خطير للغاية، لافتا أن القصف الإسرائيلي متواصل ويستهدف المنازل والأحياء السكنية والبنى التحتية في قطاع غزة، مردفاً أن انقطاع التيار الكهربائي عن غزة أدخل القطاع الصحي في أزمة كبيرة، موضحا أن الاحتلال الإسرائيلي عمق من قضية الاستيطان في الضفة الغربية بشكل واضح وفرض عملية التقسيم بين غزة والضفة الغربية، ومحاولات مستمرة لإنهاء سبل العلاقة الفلسطينية مع القدس.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أنّ مراكز الإيواء تفتقر إلى أدنى مقومات السلامة، حتى إنّ الطعام الذي يقدم للنازحين ملوث وغير صحي، ويتسبب للمواطنين بمشاكل في الجهاز الهضمي، عدا عن المرافق الصحية التي تعتبر مصدراً لانتشار الجراثيم والأوبئة لانعدام النظافة بداخلها، نتيجة تكدس المواطنين وعدم توفر مياه بشكل مستمر بداخلها.
وتابع: إنّ استمرار نزوح المئات من المواطنين من مناطق شمال قطاع غزة، يهدد بتصاعد الأزمات داخل مراكز الإيواء، خاصة أنّ المراكز لم تعد تستوعب المزيد من الأعداد، وتوجه المئات إلى الذهاب والمكوث داخل المستشفيات العامة، حيث يقضي نازحون أوقاتهم بين أسرة المرضى وداخل ممرات المستشفيات، في ظروف خطيرة تهدد حياتهم مع تكدس المستشفيات هي الأخرى بأعداد هائلة من المصابين، الذين يفترشون الأرض لعدم وجود أسرة فارغة، ويتعرضون لمضاعفات صحية نتيجة ضعف الخدمات العلاجية المقدمة لهم.