بعد أعوام من وجوده على أرض الدوحة، انقلب نجم كرة القدم المصري محمد أبو تريكة، على قطر من بوابتها الإعلامية الرياضية الشهيرة "بي إن سبورت"، ليشتعل جدل واسع في الأوساط الكروية والحقوقية ومواقع التواصل الاجتماعي.

ماذا قال اللاعب المصري؟

وترجع تلك الأزمة إلى تصريحات لاعب كرة القدم المصري الشهير، محمد أبو تريكة، في حديثه على قناة "بي إن سبورت" القطرية، أثناء حلقة أستديو تحليلية لمباراة في الدوري الإنجليزي، التي جمعت فريقَيْ تشيلسي ومانشستر يونايتد.

وقال أبو تريكة: إن الجولات الرسمية التي يدعم فيها الدوري الإنجليزي حقوق المثليين من خلال ارتداء اللاعبين شعارات تدعم المثليين مثل ربطة ذراع ودبابيس وأربطة حذاء بألوان قوس قزح.

وأضاف أن : "بالطبع الدوري الإنجليزي هو الأقوى عالميا من الناحية الفنية، إنما هناك ظواهر لا تناسب عقيدتنا وديننا"، حيث تطرق إلى "محاربة الأديان السماوية للمثلية الجنسية".

وأكد خطورة تسلل ظاهرة دعم المثليين إلى المجتمعات العربية والإسلامية، لافتا إلى أن قطر بصدد تنظيم كأس العالم 2022، وهو ما يستدعي أن تحترم الفرق والدول المشاركة عادات وتقاليد الدول العربية والإسلامية.

كما دعا أبو تريكة اللاعبين العرب والمسلمين والمعلقين الرياضيين إلى "التصدي لتلك الحملات وعدم المشاركة بها".

رد الشبكة القطرية

أثارت تلك التصريحات جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتخرج شبكة "بي إن سبورت" عن صمتها برد آثار الجدل بدوره، والذي نقله موقع "ذا أثلتيك" البريطاني.

وأكدت إدارة "بين سبورت" أنها ستتولى عملية مراجعة للتصريحات التي أدلى بها أبو تريكة.

وقالت الشبكة القطرية إنها: "بصفتنا مجموعة إعلامية عالمية، فإننا نمثل وندعم الأشخاص والمصالح من كل خلفية ولغة وتراث ثقافي 43 دولة متنوعة بشكل كبير، مثلما نظهر كل يوم".

فيما قال المتحدث باسم الدوري الإنجليزي الممتاز: "نحن بصدق نختلف مع آراء النقاد، يلتزم الدوري الإنجليزي وأنديته بدعم مجتمع المثلية الجنسية، وإيضاح أن كرة القدم للجميع".

اتهامات لـ"بين سبورت"

ونشر موقع "الجارديان" البريطاني تقريرًا تطرق فيه إلى الواقعة، بعنوان "اتهمت قناة beIN Sports القطرية بتأجيج رهاب المثلية"، مشيرًا إلى وجود اتهامات لقناة beIN Sports بتضخيم رهاب المثلية متسائلاً عما إذا كان يوجد خطر على مجتمع المثليين أن يسافروا إلى قطر لحضور كأس العالم.

وذكرت الصحيفة أن  محمد أبو تريكة، الذي يعتبر أحد أشهر نقاد المحطة، أثار غضبًا بعد حث اللاعبين المسلمين على مقاطعة حملة Rainbow Laces الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز، والتي صُممت لدعم مجتمع LGBTQ +، والقول إن المثلية الجنسية غير "متوافقة" مع الإسلام. 

وأضاف الشاب البالغ من العمر 43 عامًا أن المسلمين "لهم دور يلعبونه" في القضاء على المثلية الجنسية ووصفها بأنها "أيديولوجية خطيرة أصبحت سيئة".

ونُشرت تعليقات أبو تريكة على الهواء مباشرة على قناة beIN، التي تبث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك قبل أقل من عام من موعد استضافة قطر لكأس العالم، ولذلك تعرضت البلاد لانتقادات من قبل جماعات حقوق الإنسان بسبب معاملتها لمجتمع LGBTQ +.

وأشارت الصحيفة إلى انتقاد منظمة Kick It Out الخيرية لكرة القدم لمكافحة التمييز، الشديد لأبو تريكة وانتقاد قناة beIN للسماح بخطاب الكراهية على شبكتها.

وقالت المنظمة: "نشعر بخيبة أمل شديدة وقلقون للغاية لأن beIN Sports قررت أنه من المناسب بث خطاب الكراهية هذا بالكامل على شبكتهم، وحثهم على إصدار اعتذار لمجتمع LGBTQ + للقيام بذلك. بصفتها مذيعًا قطريًا، فإن استعداد beIN لتضخيم رهاب المثلية بهذه الطريقة يسلط مزيدًا من التركيز على سلامة عشاق LGBTQ + واللاعبين الذين قد يسافرون إلى قطر لحضور كأس العالم، ناهيك عن حريات LGBTQ + القطريين".

هذه هي نقاط تركيز مجموعة عمل قطر 2022 التي تم تشكيلها حديثًا في Kick It Out، والتي تأمل جنبًا إلى جنب مع أمثال Stonewall و Football V Homophobia و Inside Inclusion في تعزيز التضمين والأمن للجماهير في بطولة العام المقبل، فضلاً عن خلق تأثير دائم للمشجعين. حقوق مجتمع الميم في قطر، وحول عملية صنع القرار للبطولات المستقبلية".

فيما تساءلت Fare، وهي شبكة مناهضة للتمييز في كرة القدم، عن سبب عدم الطعن في تعليقات أبو تريكة خلال البرنامج، وكتبت المنظمة على موقع تويتر: "من المخيب للآمال للغاية أن نرى الأسطورة المصرية محمد أبو تريكة يتجاهل حملة رباط قوس قزح في الدوري الإنجليزي الممتاز ويستخدم المواقف الدينية للقيام بذلك، ولا يوجد تحد من beIN Sports. لقد أُعطي مساحة لإنكار حقوق ووجود مجتمع".

وكشفت "الجارديان" أن شركة "بين سبورت" قد وبّخت أبو تريكة وعاقبته بسبب تعبيره عن آراء يشعر أنها تتعارض مع وجهة نظرها ولكن ليس لديها خطط لإقالته. 

وتطرقت إلى رد الرئيس التنفيذي لقطر 2022، ناصر الخاطر، قائلاً: إن أعضاء مجتمع LGBTQ + سيكونون موضع ترحيب في كأس العالم. 

وأضاف ناصر الخاطر لشبكة "سي إن إن": إن "الجميع مُرحَّب بهم، العرض العامّ للعاطفة أمر مُستهجَن، وهذا أمر شامل - في جميع المجالات، وقطر دولة متواضعة. هذا كل ما يجب احترامه. بخلاف ذلك، كل فرد حر في أن يعيش حياته".