من الحرب إلى السلام: السداسية العربية تسعى لتوافق إقليمي مع واشنطن
السداسية العربية تسعى لتوافق إقليمي مع واشنطن
تلتقي الوزارية السداسية العربية في القاهرة - اليوم الخميس- مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لمناقشة الوضع في غزة، في اجتماع هو الثاني من نوعه خلال الشهر الماضي، حيث تبرز اللجنة السداسية العربية كصوت موحد يسعى لتحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.
*جهود عربية*
مع انعقاد الاجتماع الأول، تتواصل الجهود العربية لصياغة موقف متماسك يعكس رؤية مبادرة السلام العربية، والتي تمثل خارطة طريق نحو حل شامل للقضية الفلسطينية، بهدف واضح وهو تحقيق العدالة والسلام الدائمين من خلال التفاوض والحوار، أما الاجتماع الثاني، الذي يجمع اللجنة بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يحمل في طياته إمكانية تحول دبلوماسي، فمع تصاعد التوترات وتعقيدات الوضع في غزة، تقف السداسية العربية على أعتاب فرصة للتأثير في السياسة الأميركية وتعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تأتي هذه الاجتماعات ضمن جولة إقليمية لوزير الخارجية الأميركي التي بدأت في السعودية وتشمل مصر وتضاف لها إسرائيل.
من المشاركين في الاجتماع، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، بالإضافة إلى وزراء خارجية مصر والإمارات والسعودية وقطر والأردن، ومن المتوقع خلال الاجتماع مناقشة تصور عربي لخطة سلام إقليمي تبدأ بوقف الحرب في غزة وتهدف إلى إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل.
*خطوات ملموسة*
من جانبه، أشار السفير الدكتور محمد بدر الدين زايد مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل هذا التوافق، مع التركيز على الخطوات اللاحقة للحرب، متوقعًا أن يناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه العرب السيناريوهات المحتملة لما بعد الحرب.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن السلطة الفلسطينية اتخذت خطوات ملموسة نحو تشكيل حكومة تكنوقراط بقيادة محمد مصطفى، وهو ما يعكس التزامها بالمضي قدمًا نحو استقرار الأوضاع، وتأتي هذه الخطوات في أعقاب اجتماعات مماثلة للسداسية العربية في السعودية.
*السعي نحو سلام دائم*
في السياق ذاته، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن السداسية العربية قدمت بالفعل اقتراحاتها للولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب وتحقيق السلام.
وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إنه يعتقد أن زيارة بلينكن الحالية تهدف بشكل أساسي إلى تهدئة الأطراف العربية، مع الإشارة إلى أن العقبة الرئيسية تكمن في إسرائيل.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، من الضروري الضغط على الولايات المتحدة لسرعة تقديم مقترح أميركي لقرار وقف إطلاق النار يُقدم لمجلس الأمن الدولي.
وأشار فهمي إلى أهمية التمييز بين مسارين: المفاوضات الجارية للتوصل إلى تهدئة مرحلية، والتخطيط للخطوات التالية بعد الحرب.
مشددًا على أن الولايات المتحدة تلعب دورًا نشطًا في كلا المسارين، مع الأمل في أن يؤدي وقف إطلاق النار المؤقت إلى فتح الباب لمناقشات أعمق حول السلام الدائم.
من جانبهم، يرى المراقبون ضرورة التفرقة بين مسارين؛ الأول متعلق بالمفاوضات المتواصلة للتوصل إلى اتفاق مرحلي بشأن التهدئة، والآخر متعلق بسيناريوهات اليوم التالي للحرب، وتؤكد واشنطن متابعتها لكلا المسارين.